الحلقوم هذا القصب المضلَّع، وشوف حكمة الله عز وجل جعله قصبة؛ لأنه لو كان الحلقوم كالمريء يطلع النفس ولَّا ما يطلع؟ ما يطلع النفس، ولو خرج كان بمشقة شديدة، فجعله الله تعالى قصبة، ثم جعله ذا أضلاع يشبه اليايات؛ لأجل سهولة المضغ، وسهولة تنزيل الرأس ورفع الرأس، وربما يكون في هذا أيضًا سهولة جريان النفس فيه، والله سبحانه وتعالى حكيم ورحيم سبحانه وتعالى.
هذا الحلقوم مجرى النفس، والمريء مجرى الطعام والشراب، أيهما الأعلى؟
طلبة: المريء.
طلبة آخرون: الحلقوم.
الشيخ: الأعلى من جهة الجلد الحلقوم، ومن جهة الرقبة المريء؛ لأن المريء من داخل.
لا بد من قطع الحلقوم والمريء؛ لأن بقطعهما فَقْد الحياة، وأما الودجان فظاهر كلام المؤلف أنه لا يشترط قطعهما؛ يعني: لا يشترط أن يقطع الودجين؛ وهما العرقان الغليظان اللذان منهما ينهر الدم ويجري، كلام المؤلف يدل على أنه لا يشترط.
ما هو الدليل على اشتراط قطع الحلقوم والمريء؟
قال: الدليل لأن هذا هو الذبح، وهو معروف عند العرب بأن الإنسان يأتي على الرقبة ويقطع الحلقوم والمريء، فهذا تعليل.
تعليل آخر، يقول: لأن بذهابهما فقد الحياة، فالنفس إذا انفتح الحلقوم مات الحيوان، إلا أن يبادَر ويعالج فربما يبقى، وكذلك المريء اللي هو مجرى الطعام؛ فإن الطعام مادة الحياة، والهواء أيضًا النفس مادة الحياة، فبقطعهما تزول الحياة، فكان قطعهما واجبًا.
وهل يشترط إبانتهما؟
طالب: لا يشترط.
الشيخ: إبانتهما شرط؟
طالب: لا، ليست بشرط.
الشيخ: لا، ليست بشرط، فلو قطع نصف الحلقوم، ثم دخَّل السكين من تحته، وقطع نصف المريء حلت الذبيحة؛ لأنه قطعهما، وإبانتهما ليست بشرط، وهو محل خلاف أيضًا.