للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ويمكن أن يستدل أيضًا بحديث عائشة الذي رواه البخاري أن قومًا قالوا: يا رسول الله، إن قومًا يأتوننا باللحم، لا ندري أذكروا اسم الله عليه أم لا؟ قال: «سَمُّوا أَنْتُمْ وَكُلُوا» (١١)، فإن هذا يدل على أنه كان من المستقِر عندهم أن ما لم يذكر اسم الله عليه لا يؤكل؛ ولهذا قالوا: لا ندري أذكروا اسم الله عليه أم لا؟ يعني: فهل نأكله أم لا؟ فقال: «سَمُّوا أَنْتُمْ وَكُلُوا».

وعلى هذا فنقول: إن الدليل من كتاب الله ومن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ دليلان من القرآن ودليلان من السنة.

يقول: (باسم الله) هل المراد هذا اللفظ؛ يعني: بحيث لو قال: باسم الرحمن أو باسم رب العالمين أو ما أشبه ذلك من الكلمات التي لا تكون إلا لله فإنه لا يصح؟ أو المراد باسمِ مُسمَّى هذا الاسمِ؟

المذهب: الأول؛ يعني لا بد أن يقول: (باسم الله) بهذا اللفظ، فإن قال: باسم الرحمن أو باسم رب العالمين أو باسم الخلاق العليم أو ما أشبه ذلك فإنه لا يجزئ، ولكن الصحيح أن المراد: باسمِ مُسمَّى هذا الاسمِ، فعلى هذا إذا قال: باسم الرحمن أو باسم رب العالمين أو ما أشبه ذلك كان هذا جائزًا، وكانت الذبيحة حلالًا؛ لأن قوله تعالى: {فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ}، {وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ}، المراد الاسم المختص بهذا المسمَّى؛ وهو الله عز وجل.

هل يُشرع أن يذكر اسم الرسول عليه الصلاة والسلام هنا؟

لا يشرع، وعليه فلا تقل: باسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ لأن هذا مقام إخلاص لله عز وجل، فلا ينبغي أن يُذكر مع اسمه اسمُ أحدٍ غيرِهِ.

قال المؤلف: (ولا يجزئه غيرها).

طالب: (لا يجزئه).

الشيخ: عندي بالواو، ما يهم.

(لا يجزئه غيرها) أي: غير هذا اللفظ؛ باسم الله، فلو قال: باسم الرحمن أو باسم رب العالمين أو باسم الخلاق أو ما أشبه ذلك مما يختص بالله فإنه لا يجزئ، والصحيح أنه يجزئ.

<<  <  ج: ص:  >  >>