للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الشيخ: ما تسقط.

وقال بعض العلماء: ليس هذا حِنْثًا في الواقع؛ لأن أبا بكر لم يقصد إلزامهم بذلك، وإنما قصد ..

طلبة: إكرامهم.

الشيخ: إكرامهم به، وإنما قصد الإكرام، والإكرام حصل، ثم هؤلاء الذين أَبَوْا أن يأكلوا هل قصدوا تحنيثه ولَّا إكرامه؟

طلبة: إكرامه.

الشيخ: قصدوا إكرامه أيضًا، فالإكرام حصل من الطرفين، وهذا اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-، وقال: إن الحِنْث -على اسمه حِنْث- إثم، فأبو بكر ما قَصَد الإلزام، وهم ما قَصَدوا تحنيث أبي بكر، كل منهم قَصَد ..

طلبة: الإكرام.

الشيخ: الإكرام، والإكرام حصل ولَّا ما حصل؟

طلبة: حصل.

الشيخ: حصل، فحينئذ لا يكون هناك حِنْث، ولا شك أنَّ حديث أبي بكر أن دلالته -على ما اختاره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله- واضحة، وهي في الحقيقة فيها فَرَج للناس، هذا القول فيه فَرَج للناس، ولَّا لا؟

طلبة: نعم.

الشيخ: لأن الناس دائمًا يحلفون هذه الأَيْمان، أما إن قَصَد الإلزام، فإذا قَصَد الإلزام واضح أنه يحنث، مثل يجيء بعض الناس غشيم إذا صبيت له فنجانين شاهي وقال: بس، تقول له: اشرب، قال: رُوِيتْ، اشرب وإلَّا بهذه العصا، هذا إلزام ولَّا لا؟

طلبة: إلزام.

الشيخ: إلزام، ولهذا يقال: إن رجلًا من الأعراب جاء إلى شخص وصب له الشاهي، شرب الأعرابي ثلاثة أو أربعة وانتفت رغبته، وقال: خلاص بس، قال له: خذ هذا يا ابن الحلال، أخذ الواحد، شرب وقال: بس، شرب الواحد وقال: بس، قال: لا يا رجَّال هذا ما يضرك، أَخَذَه، انتهى من الفنجان، وقال له بس، قال: لا، يلزمك، قال: يلزمني؟ قال: يلزمك، ولَّا هو معه هراوة، تعرفون الهراوة؟ قال: أنا أبو فلان، انْتَخَى عليها الأعرابي، أنا أبو فلان، والله ما حملت هذه إلَّا عن ضيم الرجاجيل، ثم خشك رأسه؛ لأن هذا الرجل الحقيقة ألزمه تلزيمًا بالغًا، هذا هل نقول: قصد الإلزام ولَّا الإكرام؟

طلبة: الإكرام.

<<  <  ج: ص:  >  >>