للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا كلمت هذا الصبي، قال: لم أقصد عينه، لكن قصدت ما دام على صباه، هذا قصدي، ثم كلمه بعدما صار شيخًا يحنث ولَّا لا؟

طلبة: لا يحنث.

الشيخ: ما يحنث، لا شربت هذا اللبن، نيتي ما دام لبنًا، أما إذا تغير فأنا ما نويت هذا، نقول: يحنث ولَّا لا؟

طلبة: لا يحنث.

الشيخ: لا يحنث، الدليل قول النبي عليه الصلاة والسلام: «إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى» (٩)، فما دمت قد نويت ما دام على تلك الصفة فلك نيتك؛ والتعليل: لأن المرجع في الأيمان قبل كل شيء.

طلبة: النية.

الشيخ: إلى نية الحالف.

قال: نويت والله لا كلمت زوجة فلان هذه؛ لأني أعرف أن فلانًا ذا غيرة شديدة، لو يسمعني أكلم زوجته آذاني، وربما اتهمني، وربما قتلني، فإذا زالت الزوجية؟ زال هذا، زالت هذه النية.

ما ذكر المؤلف السبب، لكن نقول أيضًا: ما لم ينوِ ما دام على تلك الصفة، أو يكن السبب يقتضي ما دام على تلك الصفة، كالمثال الذي ذكرته أخيرًا الآن، قال: أنا لما قلت: لا أكلم زوجة فلان هذه، سبب ذلك.

طالب: الغيرة.

الشيخ: غيرة هذا الرجل؛ فإنه شديد الغيرة، وأخشى يؤذيني، فإذا طلقها زال السبب ولَّا لا؟ زال السبب، إذن نقول: ما لم ينوِ ما دام على تلك الصفة، أو يكن السبب -السبب واليمين- ما دام على تلك الصفة، لماذا أضفنا: (أو يكن السبب)؟

لأن السبب مقدم على التعيين.

فالخلاصة الآن: المراتب التي ذكرها المؤلف في هذا الفصل، كم؟

طلبة: ثلاثة.

الشيخ: ثلاثة: النية، ثم السبب، ثم التعيين، كذا؟ فالتعيين يستمر مع هذا المعين وإن تغيرت صفته، ما لم ينوِ ما دام على تلك الصفة، أو يكن السبب ما دام على تلك الصفة.

<<  <  ج: ص:  >  >>