للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الشيخ: الأول، هذا مراده؛ لأنه قال: (لا يكلم إنسانًا)، ما يحتاج يقول: كل إنسان، اللهم إلا أن يريد أن يبين أن (إنسانًا) هنا نكرة في سياق النفي فَتَعُم.

على كل حال، قال: واللهِ لا أكلم إنسانًا، يحنث بكل ما يُسَمَّى كلامًا، كل ما يُسَمَّى كلامًا يحنث، وسواء كلم إنسانًا كبيرًا أو صغيرًا، أو ذكرًا أو أنثى، أو حرًّا أو عبدًا، كل إنسان، قال: يا فلان، يحنث؟

طلبة: نعم.

الشيخ: يا فلان، طيب، قال: فلان، يحنث؟

طلبة: نعم.

الشيخ: قال: (قِ)، يحنث؟

طلبة: يحنث.

الشيخ: يحنث.

طالب: فعل أمر، يحنث.

الشيخ: طيب، فعل أمر، من: وَقَى يَقِي، كذا؟ قال ...

طلبة: لا يحنث.

الشيخ: ليش؟

طالب: لأنه لا يسمى كلامًا.

الشيخ: هذا ليس كلامًا؛ ولهذا لو قال هذا في الصلاة ما بطلت صلاته، والرسول عليه الصلاة والسلام يقول: «إِنَّ هَذَهِ الصَّلَاةَ لَا يَصْلُحُ فِيهَا شَيْءٌ مِنْ كَلَامِ النَّاسِ» (٥)، وقد كان الرسول عليه الصلاة والسلام يتنحنح لعلي بن أبي طالب إذا دخل عليه (٦).

طيب، أشار؟

طلبة: لا يحنث.

الشيخ: لا يحنث، قال: والله لا أكلم فلانًا، هذا اليمين، فجاء فلان وقال له: أين زيد؟

الطلبة: ما يحنث.

الشيخ: ما يحنث؟

الطلبة: لا.

الشيخ: ليش؟

طالب: ( ... ).

الشيخ: إي نعم، صحيح؛ لأن هذا ليس بكلام؛ ولهذا يقول المؤلف: (بكلام) وقلت لكم: إن المراد بكل كلام إنسان، أي إنسان.

طيب، لو قال له: وخر عني، اقترب منه، فقال: وخر عني؟

طلبة: يحنث.

الشيخ: يحنث؟

طالب: إي نعم.

الشيخ: زين، طيب.

(ولا يفعل شيئًا فوكَّل من فعله حنث)، نعم؛ لأن الوكيل قائم مقام الموكل، بدليل أن النبي صلى الله عليه وسلم وكَّلَ عليَّ بن أبي طالب أنْ ينحر إِبِلَه التي أهداها (٧).

فلو قال: واللهِ لا أبيع بيتي، حلف، قال: واللهِ ما أبيع بيتي، فوكَّل شخصًا يبيع البيت، ما تقولون؟

طلبة: يحنث.

الشيخ: يحنث؛ لأن الوكيل قائم مقام الموكِّل.

<<  <  ج: ص:  >  >>