للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إذن في الواقع ليت المؤلف قدَّم هذه المسألة، هذا العرف، العرفي يقول: (ما اشتهر مجازه فغلب على الحقيقة) يعني: هو الذي استعمله الناس في عرفهم، فتُحْمَل اليمين على العرف، مقدمًا على اللغة، إذا اشتهر بين الناس وغلب على اللغة، ومراد المؤلف بـ (الحقيقة) هنا (فغلب على الحقيقة) يعني: الحقيقة اللغوية، اشتهر هذا المعنى بين الناس، وهُجِرَت الحقيقة اللغوية.

يقول المؤلف: (فتتعلق اليمين بالعرف)، ويُحْمَل اللفظ على معناه العرفي، حتى وإن كان له في اللغة معنًى، ولكنه هجر واشتهر بين الناس المعنى الآخر فإنه يقدم العرف.

إذن يُقَدم الشرع، ثم العرف، ثم اللغة، لماذا؟ لأن الناس يعاملون بنياتهم، ولا شك أن العامي إذا أطلق الكلمة فإنما يريد معناها العرفي، ما يعرف اللغة العربية، نحن الآن دائمًا تشكل علينا ألفاظ لغوية نرجع إلى القاموس أو لسان العرب أو ما أشبه ذلك، فالعامي ما يعرف اللغة العربية، فيكون العرف مقدمًا؛ لأنه هو المَنْوِيُّ ظاهرًا، مثاله: الراوية.

طالب: الرواية.

الشيخ: كالرواية؟ لا، كالراوية، الألف قبل الواو، كالراوية، الراوية، ويش الراوية؟ الراوية: مبالغة في الراوي؟

طلبة: لا.

الشيخ: لا، الراوية تطلق في اللغة العربية على التي تحمل الماء، وهو البعير، البعير اللي يستسقى عليه يسمى راوية، هذا في اللغة، ومنه في لغتنا العامية الرَّوَّايَة: المرأة التي تروي الماء، لكنه في العرف تطلق الراوية على المزادة، المزادة: هي عبارة عن جلد يُشَق، ويؤتى بجلد آخر مثله ويلحم بعضهما ببعض، فيكون بدل ما كان قربةً واحدة يكون قربتين، مفهوم الآن ولَّا لا؟ الشاة إذا دُبِغَ جلدها صار قربة ماء، الراوية يشق الجلد حتى ينسطح هكذا، ثم يؤتى بجلد آخر مشقوق لينسطح، ثم يخاط بعضهما مع بعض، يخرز بعضهما مع بعض علشان يصير أكبر.

طالب: موجودة.

الشيخ: موجودة الآن؟

الطالب: بعض الناس ( ... ).

طالب آخر: ( ... ).

<<  <  ج: ص:  >  >>