الشيخ: إي، نقول: هذا ما هو دليل على أنه يسكر؛ لأن الإنسان إذا شرب كثيرًا حتى من الماء يتبلتع، تجده إذا شرب -مثلًا- خمسة كيسان من الماء ..
طالب:( ... ).
الشيخ: إي، أو تسلقى، ينبطح ينشق بطنه، لكن يتسلقى، طيب.
على كل حال، الميزان لهذه المسألة يا إخواني، الميزان هو أنه إذا اختلط شيء بآخر واستهلك فيه ولم يظهر له أثر فوجوده كعدمه، وهذه المسألة كما رأيتم.
(كمن حلف لا يأكل سمنًا فأكل خبيصًا فيه سمن) قال: واللهِ لا آكل سمنًا، فأكل خبيصًا فيه سمن لا يظهر فيه طعمه لم يحنث، ويش هو الخبيص؟ الخبيص: شيء يُخْبَص، من القرصان أو شبهه، ويُخَلَّى فيه السمن، لكن هذا الخبيص -خبيص بمعنى مخبوص- هذا الخبيص لا يظهر فيه أثر السمن، فإنه لا يحنث.
كذلك أيضًا حلف (لا يأكل بيضًا فأكل ناطفًا لم يحنث) ليش؟ لأنه لا يُسَمَّى بيضًا، لكن ويش هو الناطف؟
طالب: أظن الكيك.
الشيخ: يمكن أقرب ما هو الكيك، إي نعم، الكيك أظنه أقسام؛ كيك يكون أكثره بيض، وكيك يكون أكثره طحين، إذا صار أكثره طحينًا والبيض انغمس فيه واستهلك فإنه لا يحنث، وأما إذا كان أكثره البيض أو مساويًا أو ظهر فيه أثره فإنه يحنث.
قال:(وإن ظهر طعمُ شيءٍ من المحلوف عليه حنث)، لماذا؟ لأنه فعل ما حلف عليه، فيكون حانثًا.
خلاصة الفصل هذا: أنه إذا لم توجد مرتبة من المراتب الثلاث السابقة في الفصل الأول نرجع إلى ما يتناوله الاسم في حقيقته، وهو ثلاثة أقسام: شرعي، وعرفي، ولغوي، فيُقَدَّم الشرعي، ثم العرفي، ثم اللغوي.
طالب: شيخ، إذا إنسان انتقل من دولة إلى دولة أخرى، فهل يؤاخذ بالعرف على دولته التي انتقل منها ولَّا الدولة الثانية؟