للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال بعض العلماء: لا يجوز؛ لأن خليفة الإنسان لا تكون إلا عن غيبته، عن غيبة الإنسان المخلف؛ ولهذا قال موسى لهارون: {اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي} [الأعراف: ١٤٢]؛ لأنه عليه الصلاة والسلام غاب لميقات ربه.

ولكن الصحيح الأول، وأنه يجوز أن نقول: خليفة الله؛ لأن الله استخلفه في عباده ليقوم بعدله، ولا يعني ذلك: أن الله تعالى ليس بحاضر، الله عز وجل فوق عرشه ويعلم كل شيء.

وفرق بين استخلاف موسى لهارون وبين استخلاف الله تعالى هذا الخليفة في الأرض.

الذين يقولون: لا يجوز؛ يقولون: إنك تقول: خليفة رسول الله. الرسول ما استخلفنا؛ قال: لأنك خَلَفْتَ رسول الله في أمته علمًا، وعملًا، ودعوة، وسياسة؛ يعني: أن الخليفة يجب أن يكون خالفًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه الأمور الأربعة. ما هي؟ العلم، والعمل، والدعوة، والسياسة.

شوف مسؤولية الخليفة ما هي هينة.

علمًا؛ بمعنى أن يكون عالمًا بالشريعة؛ ولهذا كان الخلفاء في عهد السلف الصالح هم العلماء، فإن عجز فإنه يجب أن يكون له بطانة ذات علم بشريعة الله، ويجب أن تكون هذه البطانة ذات العلم بالشرع عالمة بأحوال العصر.

ثالثًا: أن يكون لها قدرة على تطبيق الحوادث العصرية على الأصول الشرعية. ليش؟

لأن بعض الناس عالم، لكن ما يعلم أحوال الناس ومتطلبات العصر، فتجده يريد أن يفرض ما يعلمه دون النظر إلى الواقع، وهذا خطأ.

بل الواجب على العالم أن يكون مع علمه مربِّيًا؛ بمعنى أنه ينظر إلى الواقع ليطبقه على الأصول الشرعية.

ولسنا نقول: ينظر إلى الواقع ليلوي أعناق الأصول الشرعية إليه، بل ليحمل الواقع على الأصول الشرعية.

والحمد لله الدين الإسلامي -أقول لكم- لا يمكن تحدث أي حادثة إلى يوم القيامة إلا وفيها حَلٌّ في الدين الإسلامي، عَلِمَه من علمه، وجهله من جهله، لكن الذي يفوتنا إما القصور وإما التقصير.

<<  <  ج: ص:  >  >>