و (يُشْتَرَطُ) في القاضي عَشْرُ صِفاتٍ: كونُه بالغًا، عاقلاً، ذَكَرًا، حُرًّا , مُسْلِمًا , عَدْلًا
ثانيًا: خلَّفه على الناس أميرًا في الحج في السنة التاسعة من الهجرة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يحج، فخلف أبا بكر، وهذه إمامة أكبر من الإمامة الأولى وأوسع؛ لأنها إمامة لمن؟ لجميع المسلمين، كل من حج، ومعلوم أن الذين حجوا أكثر من الذين يصلون في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا إشارة إلى أنه الخليفة من بعده.
ثالثًا: قال في مرض موته: «لَا يَبْقَى فِي الْمَسْجِدِ بَابٌ إِلَّا سُدَّ، إلَّا بَابُ أَبِي بَكْرٍ»(١)، لماذا؟ إشارةً إلى أنه الخليفة من بعده؛ ليكون بيته قريبًا من المسجد الذي هو مثابة الناس.
رابعًا: أن امرأة أتته في حاجة لها، فقال:«ائْتِنِي فِي الْعَامِ الْمُقْبِلِ»، قالت: إن لم أجدك؟ قال:«ائْتِ أَبَا بَكْرٍ»(٢)، وهذا كالنص الصريح على أنه الخليفة من بعده.
خامسًا: أنه قال: «يَأْبَى اللَّهُ وَالْمُؤْمِنُونَ إلَّا أَبَا بَكْرٍ»(٣)، وهذا نص، أو شبه نص على أنه سيكون الإجماع عليه، وعلى هذا فنقول: إن خلافة أبي بكر ثبتت بنص إيمائي أو صريح، حسب ما يفهمه العلماء من هذه النصوص.
فإن قال قائل: كل هذه النصوص يهدمها نص واحد؛ وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم خلف علي بن أبي طالب على أهله حين غزا تبوكًا، فقال: يا رسول الله، تجعلني في النساء والصبيان؟ قال له:«أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى؟ إِلَّا أَنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي»(٤)، ومنزلة هارون من موسى، قال له موسى:{اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ}[الأعراف: ١٤٢]، وهذا يدل على أن الخليفة بعد الرسول عليه الصلاة والسلام هو علي بن أبي طالب، وأن أبا بكر ليس الخليفة؛ لأنه قال:«أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى؟ ». وهارون من موسى قال:{اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي}.