الصورة الأولى: أن يُعيِّن الخليفة السابق أهل الحل والعقد، يعينهم، فيقول مثلًا: فلان وفلان وفلان وفلان يتشاورون في الخليفة، كما فعل عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فإن عمر انتخب من الصحابة الستة الذين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راضٍ، وجعل الخلافة دائرةً بينهم على أن يختاروا لأنفسهم من يختارونه من هؤلاء.
الصورة الثانية: أن يدع الخليفة الوصية بالخلافة لأحد؛ يعني لا يوصي لأحد بالخلافة، ولكن الناس بعده يجتمعون ويولون خليفة، وهذا جائز؛ لأن الأمر يرجع إلى الناس، فإذا اختاروا أحدًا من بينهم يكون خليفة عليهم تمت خلافته.
الثالث: القهر، فإذا قهر إنسان خليفةً واستولى عليه وقتله أو حبسه، وزالت خلافته نهائيًّا، واستولى هذا على الخلافة صار خليفةً، ووجب على الناس أن يبايعوه ويطيعوه؛ لأنهم لو نابذوه في هذه الحال لحصل بذلك من الشر والفساد، وسفك الدماء، وانتهاك الأعراض ما يربو على مبايعة هذا الرجل.
فنصب الإمام إذن يكون؟
طلبة: بثلاثة طرق.
الشيخ: بثلاثة طرق، إي نعم.
الإمام أو الخليفة، عليه مسؤوليات عظيمة؛ لأنه مسؤول عن مَنْ؟ عن كل من ولَّاه الله عليهم، مسؤول عنهم في جميع أحوالهم العامة، أما الأحوال الخاصة فهذه ليست إليه، اللهم إلا إذا كانت من الأمور التي لا بد من النظر فيها كالأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر.
المهم أن على الإمام مسؤوليات عظيمة؛ منها:(أنه يلزمه أن ينصب في كل إقليم قاضيًا)، والأقاليم سبعة، الأقاليم في الدنيا كلها سبعة أقاليم، فيجب عليه أن ينصب في الدنيا كلها.