الشيخ: قاضيًا، الآن الناس يبغون في كل حي قاضيًا، في كل حي من بلد يريدون قاضيًا، ولكن العلماء يقولون: يجب أن ينصب في كل إقليم قاضيًا، ولكن هؤلاء القضاة يجب أن يجعلوا لهم نوابًا بمقدار الحاجة، والعلماء ذهبوا هذا المذهب؛ لئلا تكون المسألة مركزية، ترجع إلى أصل واحد؛ لأن رجوعها إلى أصل واحد -لا سيما في ذلك الزمن- متعب وشاق، قالوا: فنجعل في الأقاليم كل إقليم فيه قاضٍ، هذا القاضي يجعل له نوابًا في كل مدينة، أو في كل قرية، حسب الحاجة، أعرفتم؟
فمثلًا إذا قدرنا أن الإقليم واسع، قد يحتاج إلى عشرة نواب، أو عشرين نائبًا للقاضي، يرجعون إليه -أي للقاضي الإقليمي- والقاضي الإقليمي في مشكلاته -إن جرى مشكل- يرفعه إلى الإمام؛ لأنه مسؤول، فحينئذٍ يزول الإشكال؛ لأننا لو قلنا: إنه لا يجب إلا أن ينصب في كل إقليم قاضيًا ضاعت المصالح، لا سيما في الزمن الأول، إذا كان بين اثنين خصومة، وكان بينهم وبين القاضي الإقليمي مسيرة شهر، صاروا يحتاجون إلى؟
طالب: أكثر من شهر.
الشيخ: إلى شهرين، وربما إذا وصلوا إليه وجدوا أنه مشغول بقضايا قبلهم، انتظروا، ثم إذا كان الشهود فيهم نظر، وطلب تعديل الشهود، يرجعون شهرًا يدورون على أحد يزكيهم في بلادهم؛ لأنهم في البلاد الأجنبية ما يعرفون، وهكذا، لكنهم قالوا: إنه يجب على هؤلاء القضاة الإقليميين أن يجعلوا لهم نوابًا في كل قرية.
عمل الناس الآن يشبه هذا في الواقع، فيه مثلًا فروع لوزارة العدل في كل مقاطعة، أو في كل منطقة، فروع لوزارة العدل يرجع إليها، وفيه محاكم، وكل محكمة لها رئيس، وفيه محكمة كبرى، ومحكمة مستعجلة صغرى؛ يعني فعملنا اليوم شبه مما ذكره العلماء.
(في كل إقليم قاضيًا)، قال:(ويختار أفضل من يجده)، كلمة (يختار) بالنصب ولَّا بالرفع؟
طالب: بالنصب.
الشيخ: بالنصب؛ يعني ويلزمه أن يختارَ (أفضل من يجده علمًا وورعًا)، انتبه، (أفضل من يجده علمًا) بماذا؟