الشيخ: ويمسح، معه حجر صغير يضعه في مخبأته، إذا لاقاك أشَّر هكذا؛ يعني: السلام عليكم، ثم طلَّع اللوح قال: اكتب؛ يعني: إن كان جاء له أخبار ولَّا شيء؛ ولهذا كان هو من أعلم الناس بالأخبار، حتى أخبار الدول وغيرها يعلمها؛ لأنه حريص على تلقِّي الأخبار، سبحان الله العظيم! يحس في نفسه أنه إذا لم يفعل هذا ما عَلِمَ بشيء، فتجده إذا لقي أي واحد سلَّم عليه وطلَّع هذا من جيبه وقال: اكتب، فكان عنده علم كثير.
كلام الفقهاء الآن يقتضي أن الأصمَّ لا يصح أن يكون قاضيًا ولو فَهِم كلام الخصمين بالإشارة أو بالكتابة، أما بالإشارة فقالوا: إنه لو فَهِم بالإشارة قد لا يُحْسِن الخصم الإشارة، ولَّا لا؟
طلبة: نعم.
الشيخ: قد يشير بشيء يتصوره القاضي شيئًا آخر، ربما يشير هكذا، فيحسب القاضي أن خصمه قد ضربه بجمْعه، وهو يريد: خمسة؛ يعني الإشارات تختلف.
على كل حال يقول: الإشارة ما تنفع، لكن الكتابة بحروف واضحة مقروءة؛ يكتب الخصم، ثم يُعْرَض على القاضي، ثم يطلب من المدَّعَى عليه مثلًا الدفاع، أو الإقرار، ويكتب ذاك، هذا ممكن ولَّا لا؟
طلبة: ممكن.
الشيخ: نقول: هذا ممكن، فإذا كانت العلَّة في منع نَصْب الأصمِّ قاضيًا هي عدم سماع الخصمين، فإننا نقول: إذا أمكن أن تصل حُجَّة الخصمين إلى هذا القاضي بأي وسيلة زالت العلَّة ولَّا لا؟
طالب: نعم.
الشيخ: تزول العلَّة، وإذا زالت العلَّة زال الحكم.
طالب: ما كل ( ... ) يكتبون.
الشيخ: يكتب لهم، ما يهم، يكون عنده واحد يكتب كالمترجم.
يقول:(بَصِيرًا) يعني: قوي البصر؟
طالب: غير أعمى.
طالب آخر: لا.
الشيخ: لا، بصيرًا؛ يعني: غير أعمى، فالأعمى لا يصح أن يكون قاضيًا، لماذا؟ قال: لأنه لا يعرف المدَّعي من المدَّعَى عليه؛ لأنه أعمى، فربما يتكلم أحدهما مُقَلِّدًا للآخر، فيحسِب أنه هو ذلك المُقَلَّد، ولَّا لا؟ لأنه لا يميز الأشياء إلَّا بالصوت، والصوت يمكن تقليده ولَّا ما يمكن؟