المرحلة الأولى: هديَّة من شخصٍ يهاديه قبل ولايته وليس له حكومة، حُكْمها؟
الطلبة: جائزة.
الشيخ: جائزة؛ يعني جَرَت العادةُ أنه إذا قَدِم من سفرٍ أهدى عليه هديَّة، إذا حصلتْ عنده مناسبة أهدى عليه هديَّة وما أَشْبَهَ ذلك وليس له حكومة، هذا لا بأس به؛ لبُعْده بُعدًا تامًّا عن الرشوة، والأصل الحِلُّ.
ثانيًا: رجُلٌ أهدى إليه هديَّة، وليس مِمَّن عادته أن يهاديه، وليس له حكومة، فالمذهب: لا يجوز، كما صرَّح به المؤلف، لا يجوز؛ لأنه ليس له عادة، والقول الثاني: أنه يجوز.
المرتبة الثالثة: أن يهاديه وله حكومة ولم تكنْ عادتُه أن يهاديه.
طلبة: هذا حرام.
الشيخ: هذا حرامٌ ولا يجوز.
فيه مرتبة رابعة: أن يكون له حكومة ويهاديه، وهو مِمَّن جرت عادتُه بمهاداته مِن قَبْل، فهذا لا يجوز، ما دام له حكومةٌ فلا يجوز.
فالمراتب إذَنْ أربعة؛ واحدةٌ تجوز وهي أن يكون مِمَّن يهاديه قَبْل ولايته وليس له حكومة، والثلاثة الباقية -على المذهب- لا تجوز، والصحيح أن الهدية إذا لم تكن له حكومة وإنْ كان مِمَّن لا يهاديه من قَبْل لا بأس بها.
بقي علينا إذا كان هذا الرجل مِمَّن يهاديه قَبْل ولايته فأهدى إليه هديَّة، وكان له حكومة، لكنْ ما عَلِم بها القاضي، ثم عَلِم بعد ذلك، فهل يجب على القاضي أن يردَّها؟
الجواب: نعم، لو فرضْنا -مَثَلًا- أنَّ هذا الرجل كان يُهادي القاضي مِن قَبْل، وكان لديه حكومة للقاضي غدًا محوَّلة من قِبَل الشرطة مَثَلًا، هذا الرجل في الليل اشترى له شحنة جح؛ حبحب؛ بطيخ، فاشتراها في الليل، وراح وعلى طول أعطاها القاضيَ، لكن القاضي ما عَلِم، وهو مِمَّن جرت عادتُه بأنه يُهاديه، فلمَّا كان في الصباح وإذا الرجل قد جاء بخصمه، فما الواجب عليه؟