للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيه قول ثالث لبحر العلوم شيخ الإسلام ابن تيمية يقول: يكفي في الترجمة واحد فقط، لكن بالشروط الثلاثة اللي ذكرنا؛ العلم باللغتين، وبأيش؟ وبالموضوع والأمانة؛ يقول: لأن الرسول صلى الله عليه وسلم اتخذ مترجمًا واحدًا في أمور عظيمة هامة؛ مثل: اتخذ زيد بن ثابت رضي الله عنه مترجمًا للكتب الواردة من اليهود والصادرة إليهم، فإن الرسول عليه الصلاة والسلام أمر زيد بن ثابت أن يتعلم لغة اليهود. وتعلم لغة اليهود في ستة عشر يومًا (٤)، ستة عشر يومًا! الواحد لو يتعلم الحروف الهجائية في اللغة الإنجليزية كم يقعد؟

طالب: ست شهور.

الشيخ: لا، ما هو بست شهور.

طالب: ثلاث أسابيع.

الشيخ: لا، يقعد عشرة أيام؛ يعرفها، لكنه تعلم اللغة.

إلا أن شيخ الإسلام يقول: سبب ذلك أن اللغة العبرية قريبة من اللغة العربية، فلذلك سهلت على زيد بن ثابت.

على كل حال، يرى شيخ الإسلام رحمه الله أنه يكفي في الترجمة قول عدل واحد، وهذا الذي ذهب إليه هو الصحيح.

فصار في المسألة ثلاثة أقوال:

المذهب أنها مبنية على الشهادة.

والقول الثاني يكفي فيها قول عدلين.

والثالث قولُ واحدٍ.

أفادنا المؤلف أنه ينبغي للإنسان أن يتعلم لغة غيره، مما تدعو الحاجة إلى تعلمه، فالقاضي إذا كان في أمة فيهم أناس كثيرون لغتهم غير عربية، وهو عربي، ينبغي له أن يتعلم لغتهم ليعرف خطابهم بنفسه؛ لأنه مهما كان الإنسان ثقة لا يمكن أن تكون ثقتك به كثقتك بنفسك، أليس كذلك؟

طلبة: بلى.

الشيخ: إذن، ينبغي أن تتعلم اللغة، إذا كنت في قوم مختلط، فيهم ناس لغتهم غير اللغة العربية، أما تعلمها أي اللغة غير العربية بدون حاجة فهو من إضاعة الوقت، كما أنه يترتب عليه الميل إلى قوم هذه اللغة، الميل إلى أصحاب هذه اللغة، وأما إذا اعتاد التخاطب بها وأغفل اللغة العربية، فهذا إما مكروه، وإما محرم.

<<  <  ج: ص:  >  >>