للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

طالب: كل المعاصي؟

الشيخ: كل المعاصي.

الطالب: ( ... ) الصحابة ( ... )؟

الشيخ: الصحابة عدول؛ لأن لهم من السوابق والفضائل ما يوجب مغفرة ما صدر منهم. كما مر علينا في العقيدة.

***

(ولا يقبل في الترجمة والتزكية).

(تزكية) يعني: نسبة الشيء إلى الزكاء، والزكاء هو العدالة، وضده: الشقاء وهو الفسق.

(التزكية) معناها أن يُنْسَب الإنسان إلى الزكاء، فيقال: هذا زكي.

(التزكية) لا بد فيها من عدلين على كلام المؤلف، وعلى المذهب حسب الشهادة، إن كان شهد في أمر لا بد فيه من أربعة، فلا بد في التزكية من أربعة، وعلى القول الثاني اختيار شيخ الإسلام أنه يكفي فيها واحد؛ لأن التزكية تعريف بحال المُزكي، ما هي شهادة، تعريف بحاله، فإذا زُكِّي كفى في ذلك واحد، ثم يُحكم بشهادته.

(التزكية) مثل أن يقول: فلان عدل، فلان ثقة، وما أشبه ذلك.

فإن قال: لا أعلم عليه إلا خيرًا، ففي كون هذا تزكية قولان لأهل العلم:

منهم من قال: إن هذا ليس بتزكية؛ لأنه نفى علم الشر، ونفيُ العلم لا يدل على العدم، فهذا الرجل الذي قال: لا أعلم إلا خيرًا. نقول: صحيح، هو ما يعلم إلا خيرًا، ولكن قد يكون هذا الذي قيل فيه: لا نعلم عليه إلا خيرًا، يعمل شرًا لا يطلع عليه هذا الذي قال فيه: لا نعلم عليه إلا خيرًا. فلا تكون تزكية؛ لأن المزكي يُشْتَرط فيه شروط سنذكرها إن شاء الله تعالى.

وقال بعض العلماء: إنها تزكية؛ اعتبارًا بظاهر الحال، ولعل هذا الخلاف، لعله يومئ إلى الخلاف في ما سبق؛ هل الأصل في المسلم العدالة، أو الأصل عدم العدالة؟ وسبق الخلاف في هذا.

أما إذا قال: ثقة، أو مقبول الشهادة، أو عدل، أو ثبت، أو ما أشبه ذلك، فهذه تزكية بلا شك.

يشترط في المزكي أن يكون أمينًا، فإن لم يكن أمينًا فإن تزكيته لا تُقْبَل؛ لأنه هو نفسه يحتاج إلى من يزكيه.

<<  <  ج: ص:  >  >>