كذلك بالنسبة للكتابة؛ بعض الناس كتابته متميزة بينة، لو تأتي بعشرة خطوط عرفت خطه من بينهم، هذا خَطُّه بينةٌ.
وبعض الناس -وهم أصحاب الرِّقْعَة- أصحاب الرِّقْعَة الآن ما تقدر تميز بين خط فلان وفلان، كلهم يحطون نقطة النون هاء، والفاء أظن بعدها، القاف هاء، ما تقدر تميز، هذا ما يعتبر بينة.
فإذن التسجيل فيه تفصيل.
فإذا قال قائل: التسجيل يكون فيه التقليد؟
قلنا: والكتابة فيها التقليد، والكتابة معتبرة شرعًا، قال النبي عليه الصلاة والسلام:«مَا حَقُّ امْرِئٍ مُسْلِمٍ لَهُ شَيْءٌ يُوصِي فِيهِ يَبِيتُ لَيْلَتَيْنِ إِلَّا وَوَصِيَّتُهُ مَكْتُوبَةٌ عِنْدَهُ»، (١) التقليد ممكن في كل شيء.
ألم يجز العلماء شهادة الأعمى بالصوت؟ بلى، مع أنه يمكن التقليد، بعض الناس يقلد كلام بعض الناس، وإذا سمعته تقول: هذا فلان، بالتأكيد. والمشكل أنه ظهرت شياطين إنس يستطيعون يجمعون حروف من كلمات شخص على ما يبغون هم، وهذه هي المشكلة.
طالب:( ... ).
الشيخ: نعم، المسجل، هذه المشكلة؛ يعني -مثلًا- أنا متكلم بكلام يجمع جميع الحروف الهجائية. الحروف الهجائية كم؟ ثمانية وعشرون، لكن كلام مثل كلامي الآن بينكم، هم يريدون أن يحدثوا لي كلامًا أقر فيه بأن لفلان عليَّ كذا وكذا من درسنا الليلة، كيف يجمعون؟ يجيبون مثلًا (قال) فيها قاف، هات القاف، سجلها وحدها، جيب الهمزة قبل القاف (أقول)، جيب الواو، لو هي واو حرف عطف يحطونها جنب القاف تكون واو الفعل.
طالب: يبين.
الشيخ: هو يبين إذا تميز بحركة، لكن إذا كانت الحركة واحدة ما يبين.
طالب:( ... ).
الشيخ: لا، ما يبين، أنا قلت لكم: شياطين، وكلمة (شياطين) ما تعني أنها عادية.