للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

حتى في المكان الذي لا يطلع عليه إلا الصبيان، مثل؟

طالب: الذي لا يطلع ( ... ).

الشيخ: حتى في الموضع الذي لا يشهده إلا الصبيان غالبًا؛ مثل: الأسواق وملاعب الصبيان ما يشهدها إلا الصبيان.

طالب: ( ... ).

الشيخ: لو جاء شخص صبي، بل لو جاء عشرة صبيان قالوا: نشهد أن هذا الصبي هو الذي جرح هذا الصبي؛ رماه بحصاة حتى انجرح، نقول: ما نقبل. جاء كل الصبيان يشهدون، الصبيان خمسون صبيًّا، فشهد ثمانية وأربعون صبيًّا على أن التاسع والأربعين رمى الخمسين بحصاة وشجَّه، يُقْبَل؟ لا يُقْبَل. لماذا؟ قالوا: لأن الصبي لم يتم عقله بعد، والصبي أيضًا عاطفي، يمكن الثمانية والأربعون يزعلون الخمسين، يزعلونه، تعرفون المزاعلة عند الصبيان؟ يقول: أنا هاجرك، يهجره حتى ما يذكر ولا اسمه، ويصير الثمان والأربعون يكونون كلهم مع التاسع والأربعين، ويشهدون عليه، هذا ممكن ولَّا لا؟ ممكن.

وأيضًا ظاهر كلام المؤلف: ولو في المكان نفسه قبل أن يتفرقوا؛ لأنهم إذا تفرقوا صح يمكن أن يلقنوا ويشهدوا، لكن إذا كان لم يتفرقوا بعد يكون أيضًا لا تُقْبَل شهادة الصبيان ولو لم يتفرقوا عن المكان الذي شهدوا فيه.

وقال بعض أهل العلم: بل شهادة الصبيان فيما لا يطلع عليه إلا الصبيان غالبًا مقبولة إذا لم يتفرقوا.

وما قاله هؤلاء أصح، كما قال الفقهاء رحمهم الله: إنه في المكان الذي لا يطلع عليه إلا النساء تُقْبَل شهادة المرأة الواحدة، ما يتعدد بعد.

فهؤلاء الصبيان إذا كانوا في مكان لم يطلع عليه إلا الصبيان ولم يتفرقوا بعد، لماذا لا نَقبل؟ واحتمال أن يكونوا قد زاعلوا المشهود عليه الأصل عدمه، ولو أننا عملنا بهذا الاحتمال لكان كل شاهد ولو بالغًا يمكن أن يكون عدوًّا للمشهود عليه، ونقول: لا تقبل شهادته.

<<  <  ج: ص:  >  >>