للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الشيخ: إي، لا بأس، لكن ما قالوا: زنًا؟

الطالب: نعم.

الشيخ: لا بأس، يعذر هذا ويؤدب، وهم يسلمون من الحد.

طالب: بارك الله فيك، بعض من يستدل بقول الله تعالى: {وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ} [البقرة: ٢٨٢] على عدم قبول شهادة الصبيان ( ... )، هل له وجه من الصحة؟

الشيخ: ما له وجه؛ لأن هذا إنما هو في ضبط الحقوق أولًا؛ يعني عندما تريد أن تشهد فاختر أعلى أنواع الشهادة؛ وهو رجلان.

طالب: قولنا: إنه لا يُشْتَرط معرفة المرأة في الشهادة، لكن ربما تكون هذه المرأة زوجته.

الشيخ: أحسنت.

الطالب: كيف يشهد بالزنا، وربما تكون زوجته؟

الشيخ: نعم، إذا ادعى أنها زوجته وقامت البينة على أن التي حصل منها الزنا هي هذه المرأة، قالوا: نعم، هذه هي المرأة اللي شهدنا عليه بها، عرفوها -مثلًا- في جسمها، في علامة فيها، فحينئذٍ لا يثبت عليه الحد.

الطالب: يعني يمكنوا من النظر إلى المرأة؟

الشيخ: إي نعم؛ للحاجة.

طالب: قول المؤلف: (ليشهد إلا بما يَعلَمُه) نقول: هل يشمل المشهود له؟

الشيخ: كيف؟

الطالب: ( ... ).

الشيخ: إي نعم، لا بد ( ... ).

***

(الثاني: العقل) العقل أصله مصدر: عَقَلَ، يَعْقِلُ، عَقْلًا، وعَقْل الشيء بمعنى: حبسه وحجره حتى لا ينطلق، ومنه: عِقَال الناقة؛ لأنه يَعْقِلها، ومنه: العِقَال الذي يوضع على الرأس؛ لأنه يَعْقِل الشماع، يمنعه ما يطير به الهواء.

إذن ما هو العقل؟

العقل نوعان: عقل به الإدراك؛ وهو ما يحصل به الميز؛ يعني: التمييز بين الأشياء، هذا يسمى عقل إدراك. وعقل رشد؛ وهو ما يكون به حسن التصرف.

إذن العقل عقلان؛ عقل يحصل به الإدراك، وعقل يحصل به الرشد.

فالعقل الذي به الإدراك هو ما يحصل به الميز؛ أي: التمييز بين الأشياء، وقد سبق لنا أنه غريزة ومكتسب، مر علينا هذا في أصول الفقه.

الثاني: عقل رشد، يحصل به الرشد؛ وهو الذي يكون به حسن التصرف.

<<  <  ج: ص:  >  >>