للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ما هو العقل الذي نفاه الله سبحانه وتعالى عن المشركين، أهو عقل إدراك أم عقل الرشد؟

عقل الرشد، أما عقل الإدراك فإنهم عقلاء من حيث الإدراك؛ ولهذا يُطَالَبون بالإسلام وتقوم عليهم الحجة، ولو كانوا مجانين لم تقم عليهم الحجة.

العقل هنا - (الثاني: العقل) - هل المراد به عقل الإدراك أو عقل الرشد؟

المراد به عقل الإدراك؛ ولهذا تُقْبَل شهادة الإنسان ولو كان سفيهًا، المراد عقل الإدراك، وهو ما يحصل به الميز.

ضد العقل: المجنون، وإنما اشْتُرِط العقل في الشهادة؛ لأنه لا يمكن إدراك الأشياء حفظًا ولا إنهاءً إلا بالعقل؛ لأنه هو الذي يحصل به الميز.

ضده: الجنون والعته؛ ولهذا قال: (فلا تُقْبَل شهادة مجنون ولا معتوه) المجنون: مسلوب العقل، اللي ما له عقل بالكلية، والمعتوه: الذي له عقل، لكنه مغلوب عليه، ما يميز ذاك التمييز البيِّن، فهو كالطفل الذي لا يميز، أو ربما نقول: كالطفل الذي يميز، لكن ليس عنده ذاك الإدراك الجيد.

فلا تُقْبَل شهادة المجنون الذي ليس له عقل بالكلية، ولا تقبل شهادة المعتوه الذي له شيء من العقل، لكنه مختل، ما يستطيع أن يتصرف التصرف الكامل؛ وذلك لأنهم ليس عندهم ما يعقلون به الإدراك ولا الإنهاء، وهو الأداء؛ فلهذا لا تُقْبَل شهادة المجانين ولا المعتوهين.

(وتُقْبَل ممن يخنق أحيانًا في حال إفاقته) (تُقْبَل) الضمير يعود على الشهادة، (ممن يخنق أحيانًا) يعني: يجن أحيانًا، (في حال إفاقته) أداءً أو تحملًا؟ أداء وتحملًا؛ لأنه لا يمكن أن يتحمل وهو مجنون، ولا يمكن أن يؤدي وهو مجنون، لكن إذا تحمل في حال الصحو وأدَّى في حال الصحو فشهادته مقبولة؛ لزوال المانع الذي به تُرد الشهادة.

السكران تُقْبَل شهادته؟ لا تُقْبَل شهادته؛ لأنه ليس له عقل؛ لا تحملًا، ولا أداءً، ولكن إذا صحا فإنها تُقْبَل شهادته إن تحمل وهو صاحٍ.

<<  <  ج: ص:  >  >>