قال المؤلف:(الرابع: الإسلام) نعم، الإسلام شرط لقبول الشهادة؛ لأنه إذا كانت العدالة شرطًا فالإسلام أساس العدالة؛ ولهذا يضيف تعالى الشهود إلى ضمير المخاطبين وهم المؤمنون:{وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ}[البقرة: ٢٨٢]، {وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ}[الطلاق: ٢]، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا}[الحجرات: ٦]، إذا كان الفاسق يجب علينا أن نتبين في خبره ولا نقبله، فما بالك بالكافر؟ !
فلا بد من أن يكون الشاهد مسلمًا، بدلالة القرآن والنظر الصحيح؛ النظر الصحيح أن الكافر محل الخيانة وغير مأمون؛ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ}[آل عمران: ١١٨]، الكفار يسعون بكل جهد أن يكون عملنا خبالًا ضائعًا لا خير فيه، {لَا يَأْلُونَكُمْ} يعني: لا يألونكم جهدًا، {خَبَالًا} يعني: أن تقعوا في الخبال، والخبال هو الذي يتصرف بغير عقل، {وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ} ما شق عليكم. إذن لا تقبل شهادة الكافر.
إذا كان الكافر مبرزًا في العدالة؛ يعني: في الصدق، والكافر قد يكون صدوقًا، نقبل ولَّا لا؟ لا نقبل.
لو جاءت شهادة الكافر بواسطة التصوير، كافر معه كاميرا صوَّر المشهد؟
طالب: تُقْبَل يا شيخ.
طلبة:( ... ).
الشيخ: طيب، أنا عندي أن التصوير في الواقع عرضٌ لصورة الحال؛ يعني لو أعطانا الصورة ولا يتكلم، نفهم الصورة ولَّا لا؟ نفهمها، كأن هذا رفع لنا القضية برُمتها؛ يعني: رفع لنا صورة الواقع، فهنا لا نعتمد على خبره، نعتمد على أيش؟ على الصورة التي أمامنا، وقد قال الله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا}[الحجرات: ٦]، ونحن إذا تبينا بواسطة الصورة ما المانع؟ !