للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

واحد عفريت كافر معه آلة شريط فيديو، سلَّطه على هؤلاء القوم الذين يتقاتلون، وأعطانا الصورة تمامًا، نشوفهم يتقاتلون، ويزعق بعضهم على بعض، ونعرف وجوههم، ثم نقول: واللهِ، هذا ما هو مقبول؛ لأن الذي التقط الصورة كافر، ثم نقول: هذا مقتضى دين الإسلام! أعوذ بالله، لو نقول هذا الكلام صاحت علينا الأمم، وأيش ها الدين الإسلام هذا الذي لا يقبل الحقائق المنقولة؟ ! ما هو صحيح هذا؟

طلبة: إي نعم.

الشيخ: إذن، شهادة الكافر إذا كانت مستندة على مجرد خبره فهي غير مقبولة، لا شك، ولا هو مؤتمن، لكن إذا كان يصور لنا الواقع صورة لا ارتياب فيها فنحن لا نقبل خبره هو، لكن نقبل ما أمامنا.

ولهذا افرض لو جاء صبي، الآن نفرض المسألة بالصبي، صغير له أربع عشرة سنة، لكن ما شاء الله جرمه عن أبو أربعين سنة، إلا أنه ما أنبت ولا أنزل، له أربع عشرة سنة، وجاء يشهد، نقبل شهادته؟

طالب: لا.

الشيخ: ما نقبلها؟

طالب: لا.

الشيخ: طيب، صور لنا الواقع بالفيديو وجابه لنا؟

طلبة: نقبله.

الشيخ: نقبله، لكن من أجل خبره ولَّا من أجل أن الواقع أمامنا نشاهده؟

الطلبة: الواقع.

الشيخ: من أجل أن الواقع أمامنا نشاهده، ما فيه إشكال هذا؛ ولهذا القرآن: {فَتَبَيَّنُوا}، شوف كلمة (تبينوا)؛ يعني: اطلبوا البيان حتى يتبين لكم الأمر، فإذا تبين الأمر فما المانع من القبول؟

المؤلف يقول: (الإسلام) الدليل: {وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ} [الطلاق: ٢]، {وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ} [البقرة: ٢٨٢]، هذا دليل من الأثر.

<<  <  ج: ص:  >  >>