الشيخ: أو في صيام رمضان، المهم تكلم تكلم، فقال هذا الذي يظن أنه شيخ: أرأيت لو طلعت الشمس قبل الفجر؟ ! يقولون: إنه مد رجله، وقال: إذن يمد أبو حنيفة رجله ولا يبالي! الله أعلم، هل هذا صحيح ولَّا لا؟
على كل حال، هذه المسألة ما دمنا ربطناها بالعرف، فهي تختلف باختلاف الأعراف.
حده المؤلف، قال:(وهو فعل ما يُجمِّله ويزينه، واجتناب ما يدنسه ويشينه).
لاحظ، فعل ما يجمله عند الناس ويزينه، مثل: الكرم يُجمِّل ولَّا لا؟ نعم، الجود بالنفس -وهو الشجاعة- يُجمِّل، طلاقة الوجه، الانبساط إلى الناس، وما أشبه ذلك، كل هذا يجمل. إذن هو من المروءة بلا شك، ويختلف، ربما نقول لهذا الرجل: إذا لم يفعل هذا فقد فعل ما يشينه، والآخر لا نقول: يفعل ما يشينه، كما لو رأينا رجلًا متصدرًا للبلد، ومن أعيان البلد، ولكنه لا يعطي البلد حقها من استقبال الناس الزائرين ولا سيما الكبراء مثلًا، بل يدس رأسه في الرمل، نقول: هذا أخطأ، لكن لو ييجي واحد من عامة الناس، ما يسلم على من قدم للبلد من الوجهاء والأعيان؛ فإنه لا يعد مخالفًا للمروءة. المهم، كل شيء يُجمِّل الإنسان ويزينه بين الناس فهو من المروءة.
(واجتناب ما يدنسه ويشينه)
نأخذ أمثلة من كلام المؤلف، يقول:(ما يُجمِّله ويزِينه عادةً)، انتبه لكلمة (عادةً)، كالسخاء وحسن الخلق، (واجتناب ما يدنسه ويشينه) عادة من الأمور الدنية المزرية به، فلا شهادة لمصافع، ويش المصافع؟
لمصافع من الصفع. طيب هل من ذلك الملاكمة؟ إي نعم، مثلها أو أشد منها، إذن الملاكمة خلاف المروءة.
(ولا متمسخر) بمن؟ بالناس، يتمسخر بهم، ويحكي زيهم بالقول أو بالفعل، فإن كان متمسخرًا بالنساء يحكي زيهن صار مع مخالفة المروءة واقعًا في المحرم، من كبائر الذنوب.