للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(ولا لرقاص)، ويش معنى رقَّاص؟ يعني يرقص، إي نعم، موجود هذا؟ إي موجود.

طالب: في النساء.

الشيخ: النساء لا، في الرجال رقَّاص، يمكن يوجد.

(ولا لِمُغَنٍّ): المغني قد سقطت مروءته، بل فيه شيء آخر من الناحية الدينية، لم يستقم دينه إذا كان الغناء محرمًا، إذا كان محرمًا ففيه محظوران هما: عدم صلاح الدين، وعدم المروءة، أما إذا كان الغناء غير محرم، وغنى في موضع لا ينبغي أن يغني فيه، ويعد خلاف المروءة، فهو خلاف المروءة؛ يعني لو جاء حادي الإبل الذي يحدو على الإبل، وصار يحدو في السفر، جائز ولَّا لا؟

جائز؛ لأن الرسول أقره عليه الصلاة والسلام (٢)، لو جاء عامل ينقل الحصى، ويحفر الأرض، ويغني على عمله ليتقوى جائز أيضًا، الصحابة كانوا يحفرون الخندق وينشدون، والرسول عليه الصلاة والسلام معهم ينشد:

اللَّهُمَّ لَوْلَا أَنْتَ مَا اهْتَدَيْنَا

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

حتى إنه يقول:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

وَإِنْ أَرَادُوا فِتْنَةً أَبَيْنَا

ويمد بها صوته صلى الله عليه وسلم، وهم يقولون:

لَئِنْ قَعَدْنَا وَالنَّبِيُّ يَعْمَلُ

لَذَاكَ مِنَّا الْعَمَلُ الْمُضَلَّلُ

ينشدون بها، فهذا نقول: لا بأس، لكن لو جاء هذا المغنِّي الحادي، أو العامل، جالس مع الناس، ويرفع صوته بالحداء وهم يتغدون مثلًا، ويش يكون هذا؟ هذا خلاف المروءة.

فتبين الآن أن قول المؤلف: (مُغَنٍّ) ليس على إطلاقه، بل فيه تفصيل.

المغني بأغانٍ محرمة لموضوعها؛ لأنه أيضًا الأغنية قد تكون محرمة من أجل موضوعها، يكون موضوعًا ساقطًا هابطًا، هذا مخالف للمروءة، ومخالف أيضًا للدين، خلل في الدين والمروءة.

المغني غناء مباحًا إذا استعمله في موضع لا يُذَمُّ عليه، فإنه لا يُسقط المروءة، في موضع غير مناسب فإنه يُسقط المروءة.

<<  <  ج: ص:  >  >>