للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشيخ: الأولى ما اعترفَ أن شيئًا دخل، قد يكون هذا هِبَةً منه أو عِدَةً أو غيرَ ذلك، لكن هذا اعترفَ بأن هناك شيئًا دخل عليَّ لفلانٍ، وهو مَثَلًا انتفاعٌ بالمؤجر أو ثَمَنُ الْمَبيعِ أو القرضُ أو ما أشبهَ ذلك.

طالب: ما يسأله في المسألة الأولى؟

الشيخ: ما يَلْزم السؤال.

نقول: (ما لم تكن بيِّنة أو يعترف بسَبَبِ الحق).

***

قال: (وإنْ قالَ: لهُ عَلَيَّ مِئَةٌ، ثُمَّ سكتَ سُكوتًا يُمْكِنُهُ الكلامُ فيه، ثُمَّ قالَ: زُيُوفًا، أَوْ: مُؤجَّلَةً؛ لَزِمَهُ مِئَةٌ جَيِّدَةٌ حَالَّةٌ).

ويش معنى (زُيُوفًا)؟

طالب: مَعيبة.

الشيخ: منين عرفتَ أنها مَعيبة؟

طالب: مقابل جيِّدة.

الشيخ: مقابل جيِّدة؛ لأنه قال: (جيِّدة)؛ (لَزِمَه مئةٌ جيِّدةٌ). (مُؤَجَّلَةٌ) قال: (حالَّةٌ).

هذا رجُلٌ قال: له عَلَيَّ مئةُ درهمٍ. وسكتَ سكوتًا يُمْكنه أن يتكلم، ثم قال: مؤجَّلة. أو قال: له عَلَيَّ مئة. ثم سكت، ثم قال: زُيُوفًا. ماذا يَلْزمه؟

يَلْزمه في المسألة الأولى مئةٌ حالَّةٌ، وفي المسألة الثانية مئةٌ جيِّدةٌ.

فإنْ قال: له عَلَيَّ مئةٌ، ثم سكت، ثم قال: مؤجَّلة زُيُوف؛ يَلْزمه حالَّةٌ جيِّدةٌ.

كيف نُلْزِمه بمئةٍ حالَّةٍ جيِّدةٍ والرجلُ وَصَفَ كلامه بضدِّ ذلك، والمسألةُ لم تَثْبت إلا بأيش؟

طلبة: إقراره.

الشيخ: بإقراره، فلماذا لا نقول: إنه لا يَلْزمه إلا ما أَقَرَّ به؟

فالجواب أن يقال: إن الصفةَ يُشترط لتخصيصها الموصوفَ أن تكون متَّصِلةً، وأظن مرَّ علينا في أصول الفقه: التخصيصُ بالصفة لا بُدَّ أن يكون متَّصِلًا، فهذه لم تتَّصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>