وعائشة لما سئلت: ما بال الحائض تقضي الصوم دون الصلاة؟ قالت: كان يصيبنا ذلك فنؤمر بقضاء الصوم، ولا نؤمر بقضاء الصلاة (١٠)، فلا تسأل، تَعْبُد الله على أي حال.
لكن بعض العلماء استنبط حكمةً اللهُ أَعْلَمُ بها، قال: إن هذا إشارة إلى رفع الحجاب بينك وبين ربك، وهذا يصدق فيما لو قلنا: إنك لا ترفع إلا عند تكبيرة الإحرام، مع أن الرفع يُسَنُّ في مواضع أخرى.
قال المؤلف رحمه الله:(ويُسْمِعُ الإمامُ مَنْ خَلْفَهُ).
من تسوية الصفوف عند بعض العلماء: أن تُخْرِج الصغار من الصفوف الأولى؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم:«لِيَلِنِي مِنْكُم أُولُو الْأَحْلَامِ وَالنُّهَى»(١١)، لكن هذا قول ضعيف، والصواب أنه يحرُم أن يؤخَّر الصبيان؛ لأن الصبي تصح صلاته، وقد سبق إلى ما لم يسبق إليه المكلَّف، ولأن في تأخيره تنفيرًا له عن المسجد.
جاء صبي فرِحًا يريد أن يتقدم، تأتي أنت تطرده؟ ! هذا لا شك أنه ينفر، ولأن فيه إحداثًا للعداوة بين هذا الصبي وبين الذي أقامه، ولأن هذا يُحْدِث العداوة أيضًا بين وَلِيِّ الصبي وبين هذا الذي طرده، كل هذه مضارّ ومفاسد.
ومعنى قول الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم:«لِيَلِنِي مِنْكُمْ»، معناه، أي: حَثّ العقلاء البالغين على أن يتقدموا.
ولفظ الحديث ليس فيه: لا يَلِنِي إِلَّا، لو قال: لا يَلِنِي إلَّا هؤلاء، قلنا: نعم يُطْرَدُون، وسمعًا وطاعة، لكن قال:«لِيَلِنِي مِنْكُمْ أُولُو الْأَحْلَامِ وَالنُّهَى»، فالصواب أنه يحرُم، وهذا هو الذي تقتضيه الأدلة.
قال:(ويُسْمِعُ الإمامُ مَنْ خَلْفَه كقراءته في أَوَّلَتَيْ غير الظُّهْرَيْنِ، وغيرُه نفسَه).
يعني التكبير، (يُسْمِع الإمامُ مَن خلفه)، فيرفع الصوت بالتكبير.