للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(سبحانك اللهم) أي: تسبيحًا لك، والتسبيح: تنزيه الله جل وعلا عما لا يليق به سبحانه وتعالى، تنزهه عما لا يليق به، والذي لا يليق بالله: النقص، فكل صفة نقص فالله مُنَزَّهٌ عنها؛ العمى، الصمم، الخرس، العجز، كل ذلك قد نُزِّهَ الله عنه، التعب في العمل، يعني النقص في الكمال أيضًا يُنَزَّهُ الله عنه، فهو سبحانه وتعالى لا ينقص كماله، قدرته لا يلحقها عجز، وقوته لا يلحقها ضعف.

الثالث: تنزيه الله عن مشابهة المخلوقين، أي عن مماثلة المخلوقين، فأنت تستحضر، يقول: (سبحانك اللهم) أنك مُنَزِّهٌ لله سبحانه وتعالى عن كل نقص وعيب.

(وبحمدك)، الواو حرف عطف، والباء للمصاحبة.

والمعنى: تسبيحًا مصحوبًا بالحمد، وإذا كان التسبيح يدل على نفي النقص، فالحمد يدل على ثبوت الكمال، فتكون بهذه الجملة (سبحانك اللهم وبحمدك) مُنَزِّهًا لله عن كل ما لا يليق به، مُثْبِتًا له كل صفة كمال.

(تبارك اسمك) يعني أن اسمك ذو بركة، والبركة تُنَالُ به، ولهذا لو ذبح رجلان كل واحد منهما شاة، أحدهما قال: بسم الله، والثاني لم يقل: بسم الله، فالأول تؤكل ذبيحته، والثاني لا تؤكل، هذه بركة، وإذا قال الإنسان عند الوضوء: بسم الله، صار وضوؤه؟

طالب: صحيحًا.

الشيخ: أكمل.

إي نعم، صحيحًا، وإن لم يقل: بسم الله، فوضوؤه؟ ناقص أو باطل، على خلاف بين العلماء.

وإذا أراد أن يبتدئ بشيء مهم فقال: بسم الله، فهو من أسباب بركته.

وإذا أتى الإنسان أهله وقال: بسم الله، اللهم جَنِّبْنَا الشيطان، وجَنِّب الشيطان ما رزقتنا، كان في ذلك بركة، المهم أن اسم الله تُنَالُ به البركة.

(وتعالى جدك)، (تعالى) بمعنى: تعاظَم وتَرَفَّع، والجد بمعنى العظمة.

(ولا إله غيرك)، كلمة التوحيد، أماتني الله وإياكم عليها.

طلبة: آمين.

الشيخ: (ولا إله غيرك)، أي: لا معبود غيرك، والمراد: لا معبود حق غيرك، وإلا فهناك معبودات غير الله، لكن لا مبعود حق غير الله عز وجل.

<<  <  ج: ص:  >  >>