للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إذن هذا الاستفتاح ثناء على الله عز وجل محض وإخلاص له، وقد ذكر ابن القيم رحمه الله له ميزات متعددة في زاد المعاد، فهذا دعاء استفتاح.

فيه دعاء آخر للاستفتاح وهو: «اللَّهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ، اللَّهُمَّ نَقِّنِي مِنْ خَطَايَايَ كَمَا يُنَقَّى الثَّوْبُ الْأَبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ، اللَّهُمَّ اغْسِلْنِي مِنْ خَطَايَايَ بِالْمَاءِ وَالثَّلْجِ وَالْبَرَدِ» (١٥).

هذا ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يستفتح به، حتى إن أبا هريرة يقول: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا كبر للصلاة سكت هنيهة -يعني يسيرًا- فقلت له: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، أرأيت سكوتك بين التكبير والقراءة ما تقول؟ (١٥)

وفي هذا الحديث شاهد على أن الإسرار بالقول يسمى سكوتًا، والإمساك عن القول يسمى سكوتًا، وكلاهما سكوت.

قال: «أَقُولُ: اللَّهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ»، يعني: اجعلها بعيدة عني.

وهذا دعاء أن لا يمس الإنسانُ الخطايا، لا يفعلها.

«اللَّهُمَّ نَقِّنِي مِنْ خَطَايَايَ كَمَا يُنَقَّى الثَّوْبُ الْأَبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ»، يعني: أَزِلْهَا عني، كما يُزَالُ الدنس عن الثوب الأبيض، وخص الأبيض؛ لأن الأبيض يظهر فيه الدنس أكثر من غيره.

«اللَّهُمَّ اغْسِلْنِي»، شوف، بعد التنقية غسل، «اغْسِلْنِي مِنْ خَطَايَايَ بِالْمَاءِ وَالثَّلْجِ وَالْبَرَدِ»، شوف الترتيب!

أولًا: العصمة من الذنوب، من أين نأخذها؟

طلبة: «بَاعِدْ بَيْنِي».

الشيخ: «بَاعِدْ بَيْنِي».

ثانيًا: التنقية منها، «نَقِّنِي مِنْ خَطَايَايَ».

ثالثًا: إزالة آثارها وذلك بالغسل، وقال: «بِالْمَاءِ وَالثَّلْجِ وَالْبَرَدِ»، الماء معروف إنه يزيل الوسخ، لكن الثلج والبَرَد، مناسبة الثلج والبَرَد هو أن الذنوب آثارها حارة، والحار يداوَى؟

<<  <  ج: ص:  >  >>