للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشيخ: وعلى كل هذا قد يكون، إن بعض الناس يحرص على بعض السنن ويفرط في كثير منها، لكن أهم شيء عندي يا إخوان، يا أيها الطلبة أهم شيء عندي ألا يكون هذا الاختلاف سببًا للجدال، وانتفاخ الأوداج، واحمرار الأعين، بل ناقش بهدوء، وإذا تبين الحق وجب على الجميع الرجوع إليه، وإذا لم يتبين لكل واحد منا أن صاحبه على حق فالحمد لله كل يأخذ بما أداه إليه اجتهاده، والحساب على من؟ على من الحساب؟

الطلبة: على الله.

الشيخ: على الله عز وجل، أنت يا أخي اخش الله قبل خشية الناس، وتواضع لرفع الحق، متى تبين الحق ولو كان فيه إبطال لقولك، حتى لو كنت تدعو لما تقول سنين، إذا تبين الحق يجب أن ترجع إليه، ولا تعرف الحق بالرجال، ولكن اعرف الرجال بالحق، لو كنا لا نعرف الحق إلا بالرجال كان هذا الذي يطيل أكمامه ويوسعها، ويطيل ذؤابة العمامة، ويطيل المسواك، لقلنا: هذا الرجل المعصوم، لكن ما هو بصحيح هذا، يجب أن نعرف الرجال بالحق؛ لأن الرجل يوزن بما معه من الحق، كلما وجدنا الإنسان أتبع للسنة فهو صاحبنا، وكلما وجدنا الإنسان متعصبًا لرأيه فليس صاحبًا لنا، بل ننكره وننكر منهجه، الواجب اتباع السنة حيثما كانت؛ لأننا نحن مأمورون باتباع سيد المرسلين عليه الصلاة والسلام: {وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ} [القصص: ٦٥] شوف السؤال عن شيئين؛ عن الرسالة، وعن التوحيد.

في التوحيد: {وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ} [القصص: ٦٢] فيسأل عن التوحيد ويسأل عن الرسالة.

اللهم ثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة.

***

طالب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

<<  <  ج: ص:  >  >>