قال المصنف رحمه الله تعالى: ثم يجلس مفترشًا، ويداه على فخذيه، يقبض خنصر يده اليمنى وبنصرها، ويحلق إبهامها مع الوسطى، ويشير بسبابتها في تشهده، ويبسط اليسرى، ويقول: التحيات لله والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله. وهذا التشهد الأول، ثم يقول: اللهم صلى على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، ويستعيذ من عذاب جهنم وعذاب القبر وفتنة المحيا والممات وفتنة المسيح الدجال، ويدعو بما ورد، ثم يسلم عن يمينه: السلام عليكم ورحمة الله، وعن يساره كذلك، وإن كان في ثلاثية أو رباعية نهض مكبرًا بعد التشهد الأول، وصلى ما بقي كالثانية بالحمد فقط، كما يجلس في تشهده الأخير متوركًا، والمرأة مثله، لكن تضم نفسها، وتسدل رجليها في جانب يمينها.
الشيخ: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
نستمر في بيان صفة الصلاة، ولا شك أنه يجب على الإنسان أن يتعلم كيف يصلي، كيف يتوضأ، كيف يزكي إذا كان ذا مال، كيف يحج إذا وجب عليه الحج، كيف يصوم إذا وجب عليه الصيام؛ لأن شرط العبادة الإخلاص، وأيش؟
طلبة: والمتابعة.
الشيخ: والمتابعة، ولا تمكن المتابعة إلا بمعرفة كيف كان الرسول يفعلها عليه الصلاة والسلام.
انتهينا إلى قول المؤلف رحمه الله:(ويصلي الثانية كذلك ما عدا التحريمة والاستفتاح والتعوذ وتجديد النية).
قال:(ثم يجلس مفترشًا) هذا الجلوس هو الجلوس للتشهد.
(يجلس مفترشًا) مفترشًا أيش؟ مفترشًا رجله اليسرى، أي جاعلًا إياها كالفراش، بحيث يكون معتمدًا عليها؛ ظهرها إلى الأرض، وبطنها إلى أليته.