(ويستعيذ بالله من عذاب جهنم، وعذاب القبر، وفتنة المحيا والممات، وفتنة المسيح الدجال) هذه أربع، أمر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن يستعيذ الإنسان منها في التشهد الأخير، كما جاء ذلك مصرحًا به في مسلم:«إِذَا تَشَهَّدَ أَحَدُكُمُ التَّشَهُّدَ الْأَخِيرَ فَلْيَسْتَعِذْ بِاللَّهِ»(٥). فيه إشارة إلى أن التشهد الأول ليس محلًّا للدعاء، فلا ينبغي تطويله، وقد ذكر ابن القيم -رحمه الله- في زاد المعاد: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخففه حتى كأنما هو على الرضف (٦) وهي الحجارة الحامية.
(أعوذ بالله من عذاب جهنم) جهنم: اسم من أسماء النار، والاستعاذة معروفة لكم ما هي؟
طلبة: الاعتصام بالله.
الشيخ: الاعتصام، واللجوء إلى الله عز وجل (من عذاب جهنم)، وكان من دعاء عباد الرحمن:{رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا}[الفرقان: ٦٥].
(ومن عذاب القبر) عذاب القبر: ما يكون قبل يوم القيامة، والمراد بالقبر هنا ما هو أعم من الحفرة التى يُدفن فيها الإنسان؛ إذ إن المراد به البرزخ الذي بين موت الإنسان وقيام الساعة، كما قال عز وجل:{وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ}[المؤمنون: ١٠٠].
وإذا قلنا بهذا فلا فرق بين أن يُدفن الإنسان في البر، أو يغوص في البحر، أو تأكله السباع، أو تذروه الرياح، فكل هذا يسمى قبرًا، ويُعذَّب فيه الإنسان.