للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عذاب القبر ثابت بالقرآن والسنة؛ أما القرآن، فقال الله تعالى: {وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ} يعني سكراته {وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ} [الأنعام: ٩٣] الله أكبر! إنهم لشاححون بها، لا يريدون أن تظهر؛ لأنهم بُشِّروا قبلها بالغضب، والعياذ بالله؛ غضب الله عليهم، فلا يريدون أن تخرج؛ ولهذا باسطو أيديهم هكذا {أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ}، وفي هذا دليل على أن الملائكة لهم أيدي كما لهم أجنحة. {أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ}، اليوم (أل) هنا للعهد؟

طلبة: الحضوري.

الشيخ: الحضوري {الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ}، وهذا صريح، ومن ذلك قوله تعالى في آل فرعون: {النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا} أعوذ بالله! {وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ} [غافر: ٤٦] إذن يُعرضون عليها غدوًا وعشيًّا متى؟ قبل الساعة ولَّا بعدها؟

الطلبة: قبل الساعة.

الشيخ: قبل الساعة، {وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ}.

وقال الله تعالى في قوم نوح: {مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا} [نوح: ٢٥]، والفاء تدل على الترتيب والتعقيب قد {أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا}.

أما السنة فإنها متواترة بذلك، لو لم يكن منها إلا هذا الحديث الذي يقرؤه المسلمون، كلهم في كل صلاة، يقرؤونه، يقولون: نعوذ بالله من عذاب جهنم ومن عذاب القبر، وقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «تَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ» (٧)، فأمر أن نتعوذ بالله من عذاب القبر في كل وقت، ويتأكد ذلك في الصلاة.

(ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، وفتنة المسيح الدجال) (فتنة) اختبار، (المحيا) الحياة، (الممات) الموت، وهل للمحيا فتنة؟

طلبة: نعم.

<<  <  ج: ص:  >  >>