الشيخ: نعم، له فتنة، فتنة المحيا ترجع إلى شيئين: شُبهه وشهوة؛ شُبهة يضل بها الإنسان، ولا يعرف الحق فيضيع، شهوة يعرف الحق، لكن لا يريده، وأيهما أشد؟
طلبة: الثانية.
الشيخ: الثانية أشد؛ لأن الأول الذي لا يعرف الحق ربما إذا عرفه استقام، فتعود فتنة المحيا إلى هذين الأمرين: الشبهات -نعوذ بالله- أو الشهوات.
(الممات) هل المراد الفتنة بعد الموت أو الفتنة عند الموت أو كلاهما؟
طلبة: كلاهما.
الشيخ: الصحيح أنه كلاهما، الفتنة بعد الموت؛ يفتن الإنسان في قبره، يُسأل عن ربه ودينه ونبيه، الفتنة عند الموت؛ أشد ما يكون، وأحرص ما يكون الشيطان على بني آدم عند موته؛ لأنها الساعة الحاسمة؛ إما إلى الجنة وإما إلى النار، أحسن الله لي ولكم الخاتمة.
فإذا قال قائل: الفتنة في هذا الوقت داخلة في فتنة المحيا.
فيقال: نص عليها؛ لأنها أخطر ما يكون، وقد ذُكر أن الإمام أحمد -رحمه الله- في سياق الموت تأتيه إغفاءة فيسمعونه يقول: بعد بعد، فإذا أفاق قالوا: يا أبا عبد الله، ما بعد بعد؟
قال: إن الشيطان يعض أنامله أمامي، يقول: فتني يا أحمد، فأقول: بعد بعد؛ لأن الإنسان ما دام لم تخرج روحه من بدنه فهو على خطرٍ عظيم.
إذن نص على فتنة الممات -أي: التي عند الموت- ليش؟ لخطرها وعظمها، كما نص على فتنة الدجال.
(فتنة المسيح الدجال) المسيح ولا المسيخ؟
طلبة: المسيح.
الشيخ: المسيح، خلافًا لمن قال: عيسى مسيح، والدجال مسيخ، نقول: الله أكبر، أنت أعلم من الرسول عليه الصلاة والسلام؟ ! الرسول قال: مسيح، سُمِّيَ مسيحًا؛ لأنه يمسح الأرض ويجوبها يمينًا وشمالًا وبسرعة، أما المسيح عيسى ابن مريم فلأنه لا يمسح ذا عاهة؟