الشيخ: إلا برأ، المسيح الدجال فتنته عظيمة حتى إن جميع الأنبياء أنذروا به قومهم لأهميته وخطره، وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه ما من فتنة منذ خُلق آدم إلى قيام الساعة أشد من فتنة الدجال (٨)، ووالله إنها لعظيمة، يأتي ويأمر وينهى، فمن أطاعه أصبح مبسوطًا في الدنيا، ومن عصاه أصبح خاسرًا في الدنيا، حتى يأتي القبيلة يدعوهم وهم مُمحلون ما فيه مطر، ما فيه نبات، فيدعوهم فيجيبونه ويستجيبون له، فيأمر السماء فتمطر، والأرض فتُنبت، ما هذه الفتنة يا جماعة؟ فتنة عظيمة، ويأتي الآخرون على العكس من ذلك إذا لم يجيبوه أصبحوا ممحلين؛ فتنة عظيمة.
ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم:«إِنْ يَخْرُجْ وَأَنَا فِيكُمْ فَأَنَا حَجِيجُهُ دُونَكُمْ» -اللهم اجزهِ عنا خيرًا- «وَإِلَّا فَاللَّهُ خَلِيفَتِي عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ»(٩) ونعم الخليفة، فأمره عظيم. والدجال: كثير الدجل، وهو الكذب والتمويه.
وقوله:(ويدعو بما ورد) ليته عبر بما عبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم، بماذا عبر؟
طلبة: بما أحب.
الشيخ:«بِمَا أَحَبَّ»(١٠). أما أن نقيد ونقول: بما ورد، غير صحيح؛ لأن الدليل يدل على أننا ندعو بما ورد بما أحببنا، صحيح أن الأدعية الواردة أفضل من غيرها وأبرك وأجمع، لكن قد يكون الإنسان له إرادات، أرأيت لو أن الإنسان في زمن الاختبار، ولما انتهى من التشهد قال: اللهم نجِّحني، واجعل درجاتي خمسة وتسعين في المئة، أما تكفيه؟ ما تكفي، تسعين في المئة، أستغفر الله! واجعل درجاتي مئة في المئة، يجوز هذا ولَّا لا؟
الطلبة: يجوز.
الشيخ: يجوز.
الطلبة: نعم، يجوز.
الشيخ: يجوز، يدعو بما أحب، لو قال مثلًا: اللهم ارزقني بيتًا واسعًا، يجوز؟
الطلبة: يجوز.
الشيخ: يجوز، لو دعا في شيء من أمور الدنيا كاللهم اجعل مالي كمال فلان أنفقه في سبيلك، يجوز ولَّا لا؟