الشيخ: بعضها ببعض هكذا، يكره لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن ذلك (١٠)، لكن مر علينا في سجود السهو أن النبي صلى الله عليه وسلم حين سلم من ركعتين قام إلى خشبة في قبل المسجد وشبك بين أصابعه (١١).
فيقال: هذا بعد الصلاة، والتشبيك المنهي عنه إما في الصلاة وإما قبلها لمنتظريها.
(وأن يكون حاقنًا أو بحضرة طعامٍ يشتهيه) أن يكون حاقنًا وهو الذي حصره البول، وكذلك حاقبًا وهو الذي حصره الغائط، وكذلك من حصره الريح، فهذه ثلاثة أشياء: البول والغائط والريح. يكره للإنسان أن يصلي وهو على هذا الوجه حاقنًا أو حاقبًا أو محتبسًا ريحه، إلى متى؟
حتى يقضي حاجته؛ لأنه إذا صلى على هذا الوضع عذب نفسه، والله عز وجل يقول:{مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ}[النساء: ١٤٧]، ولأنه ينشغل به عن صلاته، ولكن المراد إذا كان حاقنًا على وجه ينشغل به عن الصلاة، أما إذا كان مجرد إحساس بأنه محتاج فهذا لا يضر، ولهذا جاء في الحديث مدافعة الأخبثين مدافعة:«لَا صَلَاةَ بِحَضْرَةِ طَعَامٍ وَلَا وَهُوَ يُدَافِعُهُ الْأَخْبَثَانِ»(١٢)، أما مجرد الإحساس بأنك في حاجة فهذا لا يكره.
(أو بحضرة طعامٍ يشتهيه) بشرط أن يكون يحل له أكله؛ لأنه إذا كان ممنوعًا منه شرعًا فلا فائدة، لكن إذا حضر طعام وهو جائع ويتمكن من أكله لأنه ملكه ولأنه ليس صائمًا فهنا نقول: لا تصل، كل الطعام أولًا ثم صل.
فإذا قال قائل: تفوتني الصلاة، الناس الآن يصلون في المسجد والطعام أمامي وأنا مشتهيه، ماذا نقول؟
نقول: كل الطعام ولو فاتتك الجماعة. وكان عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، وهو من أشد الناس حرصًا على اتباع السنة؛ كان يُقدَّم له العشاء فيأكل وهو يسمع قراءة الإمام (١٣)، ولهذا جاء في القرآن {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ}[الشرح: ٧] فنقول: قدم الأكل ثم صل.