للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشرط الثالث: (ولا تفريق) يعني: لم يفرق الأفعال، فإن تحرك في الركعة الأولى ثم الثانية ثم الثالثة ثم الرابعة إن نظرنا إلى مجموعها قلنا: هذا طويل، وإن نظرنا إلى كل واحد بانفراده قلنا: إنه قليل، فهل نقول: الاعتبار بالمجموع أو نقول: لما تفرقت الأفعال صار لكل فعل حكم نفسه؟

الجواب: الثاني، ولهذا قال: (ولا تفريق).

وهنا يحسن أن ننبه إلى أن الحركة في الصلاة تنقسم إلى خمسة أقسام تجري فيها الأحكام الخمسة: واجبة وحرام ومستحبة ومكروهة ومباحة، خمسة أقسام: واجبة وحرام ومستحبة، مكروهة، مباحة.

الحركة واجبة: ما تتوقف عليها صحة الصلاة هذه واجبة، ما تتوقف عليها صحة الصلاة فالحركة هنا واجبة، ولها أمثلة؛ منها: رجل في البر مجتهد فصلى إلى الشمال والقبلة غرب، فجاءه رجل وقال: إن القبلة على يسارك غرب، هنا الحركة؟

طلبة: واجبة.

الشيخ: واجبة.

إنسان يصلي وتذكر أن في غترته نجاسة، الحركة؟

طلبة: واجبة.

الشيخ: واجبة؛ لأنه يتوقف عليها؟

طلبة: صحة الصلاة.

الشيخ: صحة الصلاة.

الحركة المحرمة هي التي تجمع هذه القيود الثلاثة نعم، بل أربعة؛ لأن الرابع ما ذكره المؤلف أن يكون العمل كثيرًا، وأن يكون أيش؟

طلبة: ( ... ).

الشيخ: من غير ضرورة، وألا يكون مفرقًا، وأن يكون من غير جنس الصلاة، فلو ركع أربع مرات سهوًا ما تبطل الصلاة؛ لأنه من جنس الصلاة، لكن المراد من غير جنس الصلاة، فتكون الشروط أربعة: عمل كثير متوال من غير ضرورة، وليس من جنس الصلاة، هذا حرام.

ومتى يباح هذا الحرام؟ يباح عند الضرورة، والضرورة ضابطها أنه لو لم يفعل لحصل له الضرر أو الموت، هذا ضرورة، فيكون الضرورة جائزة.

المستحب -الحركة المستحبة- ما يتوقف عليه كمال الصلاة، فمن ذلك التقدم والتأخر في الصف، والقرب والدنو، هذا حركة مستحبة.

إنسان تقدم على الصف نقول: تأخره مستحب، إنسان تقلص عن الصف قربه من الرجال من الصفوف مستحب، إذن ما هو الضابط؟ ما يتوقف عليه؟

<<  <  ج: ص:  >  >>