للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فصارت الأركان والواجبات تجتمع في شيء وتفترق في شيء؛ تجتمع في إيه؟

طالب: في أنَّ مَنْ تعمَّد تركها ..

الشيخ: في أن مَنْ تعمَّد تركها بطلت صلاته.

وتختلفان في أن الواجبات إذا تركها سهوًا جَبَرَها سجود السهو، وأما الأركان فلا بد من فعلها.

(التكبير غير التحريمة)؛ لأن التحريمة ركن، فتكبيرات الانتقال كلها واجبة، إذا تعمد تركها بطلت صلاته، وإن نسيها وجب عليه سجود السهو.

يُسْتَثْنَى من ذلك إذا أدرك الإمامَ راكعًا فإنه يُكَبِّر تكبيرة الإحرام قائمًا، ثم يهوي إلى الركوع، لكن تكبيره عند الهوي سُنَّة، وليس بواجب.

وعلَّلُوا ذلك بأنه اجتمعت عبادتان من جنس، فسقطت إحداهما بالأخرى، العبادتان هما؟

تكبيرة الإحرام، وتكبيرة الركوع.

لكن هذا التعليل عليل في الواقع؛ لأن تكبيرة الإحرام محلها الوقوف، وتكبيرة الركوع محلها الْهُوِيّ، ولهذا لم يَسْتَثْنِ بعض العلماء هذه المسألة، وقال بعض أهل العلم -وهم كثير-: إن جميع التكبيرات سُنَّة وليست بواجبة.

ولكن القول الأول أصح؛ أن جميع التكبيرات واجبة، ولا بد منها؛ لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «صَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي»، ولأنه صلى الله عليه وسلم كان يحافظ على التكبيرات كلما خفض وكلما ركع.

الثالث: (التسميع والتحميد)، التسميع للإمام والمنفرد، والتحميد للإمام والمنفرد والمأموم؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إِذَا قَالَ»، يعني الإمام: «سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، فَقُولُوا: رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ» (٢٣).

التسميع هو أن يقول: سمع الله لمن حمده.

والتحميد أن يقول: ربنا ولك الحمد.

وقد سبق في باب صفة الصلاة كيفية التحميد، وأن له أربعة أوجه.

<<  <  ج: ص:  >  >>