وليس معنى قول العلماء -فيما يظهر-: مع مقاربة الخطى، أنه يتعمد تقصير الخطوة، بل المعنى أنه لا يفعل ما يقتضيه الرَّمَل من مد الخطوة، تكون خطوته عادية، ولا يهز كتفيه كما يفعله بعض الجهال، تجده في الرمل يهز كتفيه وهو يمشي الهوينا، هذا غلط، الحكمة من هذا الرمل التأسي برسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وإنما فعله النبي صلى الله عليه وسلم ليغيظ به الكفار، وكل شيء يغيظ الكفار فإنه محبوب إلى الله عز وجل كما قال عز وجل:{لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ}[الفتح: ٢٩]، وجه كونه إغاظة أنه لما صارت عمرة القضية في السنة السابعة من الهجرة، القضية يعني: التي قاضى عليها رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قريشًا؛ يعني صالحهم، وليست القضية أن الذين حُصِروا قضوا؛ لأن كثيرًا منهم لم يأتِ بهذه العمرة الثانية، فالقضية بمعنى المقاضاة؛ أي المصالحة.