للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(أو طاف على الشاذروان) إذا طاف على الشاذروان لا يصح طوافه؛ لأنه لم يطُف بالبيت وقد قال الله تعالى: {وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ} [الحج: ٢٩] والباء للاستيعاب، ولم يقل: وليطوفوا في البيت. قال: بالبيت، والباء تدل على أن الطائف خارج البيت، وأنه استوعبه فإذا طاف على الشاذروان لم يصح الطواف، الشاذروان هو ما ترونه الآن كالعتبة محيطًا بالكعبة بالبناية، بناءً على أن الشاذروان من البيت.

واختار الشيخ رحمه الله شيخ الإسلام أن الشاذروان ليس من البيت، وإنما جُعل عمادًا له وحماية له من الأمطار أن تلصق به، كما يجعل الإنسان حول بيته مثل هذا عتبة أو نحوها تمنع من وصول الأمطار إلى جذر الجدار، وبناءً على كلام الشيخ رحمه الله، لو طاف عليه أجزأه، لو طاف على الشاذروان، وهذا الكلام فيما سبق؛ لأن الشاذروان كان مسطحًا ولكن بعض الخلفاء -جزاه الله خيرًا- جعله مُسنَّمًا؛ أي لا يستطيع الإنسان الوقوف عليه إلا بتعب، إذا كان مثلًا هناك ضيق شديد وبيعتمد على أكتاف الناس يمكن، لكن بدون هذا لا يمكن، فهو الحمد لله الآن جعل على وجه لا يمكن الطواف عليه، حتى لو كان مسطحًا فالمسألة كما سمعتم فيها الخلاف، المذهب يرونه لا يصح طوافه، وشيخ الإسلام يرى أنه صحيح.

(أو جدار الحجر) لو طاف على جدار الحجر ما صح؛ لأنه لم يطف بالبيت.

فإن قال قائل: إذا طاف على جدار الحجر الشمالي الذي ليس من الكعبة؟

فالجواب أن يُقال: إن هذا تابع، وما زال المسلمون يطوفون من وراء الحجر وإلا فهو أجزاء جدار الحجر الشمالي ليس من الكعبة؛ ولذلك سأل بعض المتعمقين قال: أرأيتم لو أنني صليت في الحجر وجعلت ظهري إلى الكعبة ووجهي إلى جدار الحِجر، أتصح الصلاة؟ فقلنا: يعني ماذا نقول له؟ قلنا: افعل وسترى من الناس ما يسوؤك، أي إنسان يفعل هذا سيقول الناس: إنه مجنون، وعلى طول بيمسكونه ويروحون به للمارستان، سبحان الله! ! أحد يسأل هذا السؤال؟ !

<<  <  ج: ص:  >  >>