للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشيخ: بعد انتهاء الطواف، (يصلي ركعتين خلف المقام) أي: مقام إبراهيم عليه الصلاة والسلام، وكان هذا المقام هو الحجر الذي يصعد عليه إبراهيم عليه السلام لما ارتفع بناء البيت صار يصعد عليه، وقد قيل: إن أثر قدمي إبراهيم كان موجودًا حتى زال بمسحه؛ يعني ما زال الناس يمسحونه فيما سبق قبل الإسلام وزال، وقال بعضهم: إن أثر القدم لم يزل؛ لأن أبا طالب يقول في لاميته المشهورة:

وَمَوْطِئِ إِبْرَاهِيمَ فِي الصَّخْرِ رَطْبَةً

عَلَى قَدَمَيْهِ حَافِيًا غَيْرَ نَاعِلِ

فقد بقي.

هذا المقام قال بعض المؤرخين: إنه كان لاصقًا بالكعبة، وإن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما كثر الناس الذين يصلُّون خلفه رأى أن يُنْقَل إلى مكانه الحالي؛ حتى يتسع المطاف ولا يحجرهم صلاة الركعتين خلفه.

وقال بعضهم: إن هذا هو مكانه الأصلي.

المؤرخون مختلفون فيه، وحديث جابر يقول: ثم تقدم إلى مقام إبراهيم فقرأ: {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} [البقرة: ١٢٥] (١)، وكلمة (تقدم) صالحة لأن يكون لاصقًا بالكعبة أو يكون في مكانه الحالي؛ لأنه حتى لو كان لاصقًا بالكعبة فبينه وبين الحجر الباب.

المهم أنه يسن أن يصلي ركعتين خلف المقام؛ لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لما فرغ من الطواف تقدم إلى مقام إبراهيم فقرأ: {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} [البقرة: ١٢٥].

ولم يذكر المؤلف كيفية الركعتين ولا ما يقرأ فيهما، لكن ذكر ذلك غيره يصلي ركعتين خفيفتين؛ يقرأ في الأولى {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} بعد الفاتحة، وفي الثانية {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}، ثم يسلم وينصرف، ولا يطيل الركعتين، ولا يجلس بعدهما؛ من أجل أن يدع المكان لمن يستحقه من بعده، فيه أناس الآن ينتظرون هذا الرجل حتى يصلوا خلف المقام.

<<  <  ج: ص:  >  >>