للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لكن فيه مسألة ثانية قالها لي بعض الباعة غريبة، يقول: أنا أشتري ثيابًا، وليكن من جدة بعشرين ريالًا الثوب، ثم آتي به مثلًا إلى هنا في القصيم وأقول: بثمانين؛ لأني إذا قلت للمرأة: القيمة عشرين، قالت: هذا ما نبغي شيئًا؛ لأن المرأة عاقلة بعيونها، إذا قال لها: بعشرين، وهو قيمته عشرون حقيقةً، قالت: لا، هذا ما هو بزين، وإذا قال لها: بمئتين، قالت: هذا الثوب الطيب، يلَّا خذ. هل يجوز أن يفعل هذا أو لا؟

طالب: لا، ما يجوز.

الشيخ: يقول: ما يشترون مني.

طالب: ولو ما اشتروا.

طالب آخر: لا عبرة.

الشيخ: أيش تقول؟

طالب: أقول: لا يجوز.

الشيخ: لكن إذا قال: ما يُشترى مني، وأيش يسوي؟

طالب: يُشْتَرى بالحلال، لا يسوي الحرام.

الشيخ: طيب، ما نقول: قل لها: إنه عليَّ بعشرين، ولا أبيعه إلا بثمانين؟

طالب: ما أحد يشتري.

طالب آخر: نفس المسألة.

الشيخ: ما أحد يشتري.

طالب: يجيبه زين -يا شيخ- ويبيعه بثمانين.

الشيخ: لا هو ( ... ) هو يدور المكسب، هو يمكن يكون ما عنده دراهم تتحمل الشيء الزين.

طالب: ما لا يدرك كله لا يترك كله.

الشيخ: ما هو على كل حال. المهم أن هذه يستعملونها بعض الناس، ولو قلنا لهم: هذا ما يجوز، قالوا: ما يُشْتَرى منا، وأيش نسوي؟ الأخ اقترح أنه يشتريه طيبًا بقيمة -مثلًا- مئتين ثلاث مئة، ثم يبيعه بالقيمة المرتفعة.

طالب: الواقع -يا شيخ- أن الباعة اللي يجلبون البضائع من جدة ويبيعونها هنا بسعر رخيص أن الناس يزدحمون عليهم حتى إلى الثانية ليلًا، أحيانًا بعد منتصف الليل وهم يفرغون من هذه البضايع ..

الشيخ: هذا هو المتوقع، لكن السؤال يرد عليَّ كثيرًا، يقولون: إذا فعلنا هذا، قالوا: هذا ما هو بزين ما نبغي.

الطالب: لا يبيعه، {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (٢) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} [الطلاق: ٢، ٣]، فالرزق معلق بالتقوى.

الشيخ: على كل حال نقول: ما يجوز، نفتيهم بأنه ما يجوز.

<<  <  ج: ص:  >  >>