صار مفتي أهل أصبهان في زمانه ويقعد في الجامع ويدرس الناس حسبة، سمع أبا عمرو بن أبي عبد الله بن منده والمطهر بن عبد الواحد البزاني وجماعة، كتبت عنه بأصبهان، وكانت ولادته في سنة ثمان وستين وأربعمائة أنشدني أبو علي الحسن بن العباس الرستمي إملاء من حفظه بجامع أصبهان أنشدني عمي أبو محمد هارون بن علي بن الحسن الرستمي من لفظه لأبي سعيد الرستمي وهو جد أبيه وعمه من قصيدة له:
لله عيش بالمدينة فاتني … أيام لي قصر المغيرة مألف
حجي إلى باب الجديد وكعبتي … باب العتيق وبالمصلى الموقف
والله لو عرف الحجيج مكاننا … من زندروز وجسره ما عرفوا
أو شاهدوا زمن الربيع طوافنا … بالخندقين عشية ما طوفوا
زار الحجيج مني وزار ذوو الهوى … جسر الحسين وشعبه فاستشرفوا
ورأوا ظباء الخيف في جنباتها … فرموا هنالك بالجمار وخيفوا
أرض حصاها جوهر وترابها … مسك وماء المد منها قرقف
وضعيفة الألحاظ واهية القوى … توهى قوى جلد الجليد وتضعيف
معشوقة الحركات مثنى ازرها … دعص ومهوى القرط منها نفنف