وبنيسابور أبا الحسن علي بن أحمد المؤذن المديني، وبهمدان أبا الحسن فيد بن عبد الرحمن الشعراني، وببغداد أبا المعالي ثابت بن بندار البقال، وبالكوفة أبا البقاء المعمر بن محمد بن علي الكوفي الحال، وبمكة أبا شاكر أحمد بن محمد بن عبد العزيز العثماني، وبأصبهان أبا بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن موسى بن مردويه الحافظ، وجماعة كثيرة من هذه الطبقة، كتب لي الإجازة بجميع مسموعاته، وشاهدت خطه بذلك، وحدث بهراه، وكانت ولادته في جمادى الأولى سنة ست وستين وأربعمائة، وتوفي يوم الجمعة الثالث من صفر سنة عشر وخمسمائة، ودفن عند والده، وكان شيخنا أبو القاسم محمد بن علي النظيري إذا ذكره أنشد:
زين الشباب أبو فرا … س لم يمتع بالشباب
وعمي الأكبر أبو محمد الحسن بن أبي المظفر السمعاني، كان إماماً زاهداً ورعاً، كثير العبادة والتهجد، نظيفاً منوراً، مليح الشيبة، منقبضاً عن الخلق، قل ما يخرج عن داره إلا في أيام الجمع للصلاة، تفقه على والده، وكان تلو والدي ﵏، وسمع معه الحديث، وظني أنه ولد بعده بسنتين، وأفاده والدي عن جماعة من الشيوخ، ورحل معه إلى نيسابور. سمع بمرو أباه، وأبا سعيد عبد الله بن أحمد الطاهري، وأبا القاسم إسماعيل بن محمد بن أحمد الزاهري، وأبا محمد كامكار بن عبد الرزاق الأديب، وأبا الفرج المظفر بن إسماعيل التميمي الجرجاني، وبنيسابور أبا الحسن علي بن أحمد بن محمد المديني، وأبا إبراهيم محمد بن الحسين البالوي، وأبا سعيد عبد الواحد بن أبي القاسم القشيري، وأبا علي نصر الله بن أحمد الحشنامي وجماعة سواهم. سمعت منه الكثير، وكان يكرمني ويحبني، وقرأت عليه الكتب المصنفة مثل كتاب الجامع لمعمر بن راشد، وكتاب التاريخ لأحمد بن سيار، و "الأمالي" و "الانتصار" والأحاديث الألف لجدي بروايته عنه، و "أمالي أبي زكريا المزكي" وأبي القاسم السراج بروايته عن أبي الحسن المديني، وأبي العباس بن عبد الصمد، وغير ذلك من الأجزاء والفوائد، ورزق