الهيثم، وجماعة كثيرة بخراسان، والعراق، وجرجان، والحجاز، وقد جمع الأحاديث الألف الحسان من مسموعاته عن مائة شيخ له، عن كل شيخ عشرة أحاديث، أدركت جماعة من أصحابه، وتفقهت على صاحبيه أبي حفص عمر بن محمد بن علي السرخسي، وأبي إسحاق إبراهيم بن أحمد بن محمد بن إبراهيم المروزي، والله يرحمهما، وروى لي عنه الحديث أبو نصر محمد بن محمد بن يوسف القاشاني بمرو، وأبو القاسم الجنيد بن محمد بن علي القاضي بهراة، وأبو طاهر محمد بن أبي بكر السنجي ببلخ، وأبو بكر أحمد بن بشار الجرجردي بنيسابور، وأبو البدر حسان بن كامل بن صخر القاضي بطوس، وأبو منصور محمود بن أحمد بن عبد المنعم بن ماشاذة بأصبهان، وجماعة كثيرة يزيدون على خمسين نفراً، وكانت ولادته في ذي الحجة سنة ست وعشرين وأربعمائة، وتوفي يوم الجمعة الثالث والعشرين من شهر ربيع الأول سنة تسع وثمانين وأربعمائة، ودفن بأقصى سنجدان إحدى مقابر مرو، ورزق من الأولاد خمسة: أبو بكر محمد والدي، وأبو محمد الحسن، وأبو القاسم أحمد، وابن رابع وبنت ماتا عقب موته بمدة يسيرة.
وأما والدي الإمام أبو بكر محمد بن منصور بن محمد بن عبد الجبار السمعاني ﵀، ابن أبيه، وكان والده يفتخر به، ويقول على رؤوس الأشهاد في مجلس الإملاء: محمد ابني أعلم مني وأفضل مني، تفقه عليه، وبرع في الفقه، وقرأ الأدب على جماعة، وفاق أقرانه، وقرض الشعر المليح وغسله في آخر أيامه، وشرع في عدة مصنفات ما تمم شيئاً منها، لأنه لم يمتع بعمره، واستأثر الله تعالى بروحه وقد جاوز الأربعين بقليل، سافر إلى العراق والحجاز، ورحل إلى أصبهان لسماع الحديث، وأدرك الشيوخ والأسانيد العالية، وحصل النسخ والكتب، وأملى مائة وأربعين مجلساً في الحديث، من طالعها عرف أن أحداً لم يسبقه إلى مثلها، سمع بمرو أباه، وأبا الخير بن أبي عمران الصفار، وأبا سعيد الطاهري،