للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأما أبو نصر محمد بن يعقوب بن إسحاق بن محمد بن موسى بن سلام السلامي النسفي من أهل نسف، كان شيخاً ثقة صدوقاً عالماً مكثراً من الحديث. وبرج السلامي في ربض نسف منسوب إليه، وسمعت أن أبا نصر السلامي هذا لم يكن له ولد، ولم يرزق ذلك، فبنى برجاً على حائط نسف، وكان يكثر القعود عنده حتى نسب إليه، وكان يقول: هذا البرج لي بمنزلة الولد، رحل إلى خراسان، وسمع بنسف أباه، وأبا عمرو بكر بن محمد بن جعفر النسفي، وببخارى أبا سعيد عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب الرازي، وأبا حامد أحمد بن محمد بن عبد الله الصائغ، وبكرمينية أبا نصر محمد بن أحمد بن علي بن حسنويه الحافظ، وبمرو أبا الفضل محمد بن الحسين الحدادي، وبسرخس أبا علي زاهر بن أحمد الفقيه، وغيره روى عنه أبو العباس جعفر بن محمد بن المعتز المستغفري، وأبو بكر محمد بن أحمد بن محمد البلدي وغيرهما، حدث بالجامع الصحيح للبجيري عن الكرميني، وكانت وفاته سنة نيف وثلاثين وأربعمائة بنسف.

وأخوه الأكبر منه أبو سهل أحمد بن يعقوب السلامي. سمع أباه، وأبا أحمد القاسم بن محمد القنطري، وأبا إسحاق إبراهيم بن أبي بكر الرازي، وأبا الحسن أحمد بن إبراهيم بن فراس المكي بها، وتفقه ببغداد على أبي حامد الاسفراييني، وكتب الحديث بها وبخراسان، وجمع من الآداب والنتف والأشعار حتى صار ركناً من الأركان، ثم دخل جرجان منصرفاً من العراق، ومات بها في شعبان سنة خمس وأربعمائة.

ومن جملة فوائده، ما ذكر أبو العباس جعفر بن محمد المستغفري في كتاب التاريخ: وجدت في كتابه بخطه، يعني أبا سهل السلامي: أنشدني أبو نصر عبد العزيز بن عمر بن نباتة السعدي لنفسه من قبله في صباه:

ولما استقلت للرواح حمولهم … فلم يبق إلا شامت وغيور

وقفنا فمن باك يكفكف دمعه … وملتزم قلباً يكاد يطير