للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الطبري، وأبو بكر محمد بن محمد بن الباغندي، وأبو القاسم البغوي. وفي سنة أربع وثلاثين ومائتين نهى المتوكل عن الكلام في القرآن، وأشخص الفقهاء والمحدثين إلى سر من رأى، منهم محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، وابنا أبي شيبة، ومصعب الزبيري، فأمرهم أن يحدثوا بسر من رأى ووصلهم، وكان يقول: استأذنت المتوكل أن أرجع إلى البصرة، ولوددت أني لم أكن استأذنته، لأني جعلت دعائي في المشاهد كلها للمتوكل، وذلك أن صاحبنا عمر بن عبد العزيز جاء الله به برد المظالم، وجاء الله بالمتوكل برد الدين، ومات في جمادى الأولى سنة أربع وأربعين ومائتين.

وأبو الحسن علي بن محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب الأموي الشواربي البصري وولي القضاء بسر من رأى وبغداد مدة، كان حسن السيرة محموداً في ولايته، غير مائل عن الحق، سمع أبا الوليد الطيالسي وأبا عمر الحوضي، وسهل بن بكار، وأبا سلمة التبوذكي، وإبراهيم بن بشار. روى عنه يحيى بن محمد بن صاعد، وأبو بكر أحمد بن سلمان بن الحسن النجاد، وإسحاق بن أحمد الكاذي، وعبد الباقي بن قانع، وكان ثقة صدوقاً، ولما مات إسماعيل بن إسحاق مكثت بغداد بغير قاضٍ ثلاثة أشهر وستة عشر يوماً، فاستقضي يوم الخميس لعشر خلون من ربيع الآخر سنة ثلاث وثمانين ومائتين علي بن محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب على قضاء المدينة يعني مدينة المنصور مضافاً إلى ما كان يتقلده إلى القضاء