محدث عصره بخراسان، كان مجاب الدعوة، لم يرفع بصره إلى السماء كما بلغنا نيفاً وأربعين سنة، سمع بأصبهان سنة ثلاث وستين ومائتين، وخرج إلى العراق سنة ثمان وسبعين بعد وفاة أبي قلابة، وسمع الكتب من ابن أبي الدنيا، وصنف على كثير منها في الزهديات، وسمع بالحجاز علي بن المبارك الصغاني، وعلي بن عبد العزيز البغوي، وأقرانهما، وقد كان ورد نيسابور سنة سبع وتسعين ونزل بها وسكنها إلى أن توفي بها، وكان كتب بخطه مصنفات إسماعيل بن إسحاق القاضي وسمعنا منه، وكذلك مسند أحمد بن حنبل إلى آخره، سماعه من عبد الله بن أحمد، وصحب العباد الزهاد، وقد كان خرج من نيسابور إلى الحسن بن سفيان وهو إذ ذاك كهل، وأخرج معه جماعة من الوراقين، وكتب كتب أبي بكر بن أبي شيبة والمسند وسائر الكتب، وكان أبو الحسين الحجاجي الحافظ: يقول كتبنا عن أبي عبد الله الصفار سنة إحدى عشرة، في السنة التي توفي فيها أبو بكر بن إسحاق بن خزيمة، وقد روى عنه أبو علي الحافظ وأكثر مشايخنا المتقدمين، وتوفي يوم الاثنين الثاني عشر من ذي القعدة سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة فغسله أبو عمرو بن مطر، وصلى عليه أبو الوليد، ودفن في داره في سكة العتبي.
وأبو الحسن محمد بن محمد بن يحيى بن عامر الفقيه الصفار الإسفرايني، ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ في التاريخ وقال: قد كان أكثر مقامه في البلد قديماً، ثم انصرف من الرحلة ولزم وطنه قصبة إسفراين، وهو مفتيها وفقيهها وعالمها إلى أن توفي، وكان أحد المذكورين بالتقدم من الشافعيين، سمع بخراسان: أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة،