الأفاضل الكبار، ذا فنون، كثير العلم، وكان يقع الشيء بعد الشيء من الخطأ في فتاويه، وكان القاضي أبو عاصم توجه في زمانه، وكان يخطؤه في تلك الفتاوى ويعيدها إليه وكان ذلك مما أساء المعدانيَّ، فقال له يوماً وهو حاضر: أيها الفقيه إلى كم تعيد إلينا فتاوينا؟! فقال: أيها الشيخ إن فيها شيئاً! قال إن خطئي صواب اليوم، وصوابك اليوم خطأ! ويجب أن تصبر حتى تموت المشايخ كما صبرنا حتى مات المشايخ!!.
وروي أنه قال يوماً: لو فقدتُ كتب أبي حنيفة ﵀ لأمليتها من نفسي حفظاً! وله تصانيف وشروح للفقه مقبولة، وبه تخرج جماعة من كبار فقهاء مرو، مثل القاضي عليّ بن الحسين الدهقان، والحاكم أبي نصر الصفار. تولى قضاء مرو مدة مديدة، وحبسه محمود بن سبكتكين في قلعة مواحر أمد، فلما رجع إلى مرو وأطلق عنه كتب إليه أبو سهل الروزني كتاب التهنئة، وذكر فيه هذين البيتين:
وعدت إلى مروٍ فعاد خبيرها … وجادت غواديها وهبت شمالها
إذا غبت عن أرض ويممتَ غيرها … فقد غاب عنها شمسها وهلالها
وكان يروي الحديث عن الحاكم أبي الفضل الحدادي، وأبي أحمد محمد بن أحمد بن أبي زيد البزار. روى عنه القاضي محمد السمعاني، والسيد أبو القاسم عليّ بن القاسم الموسوي. وتوفي ﵀ بمرو سنة خمس عشرة وأربعمائة، وقبره معروف يزار على رأس سكة سحسان بأسفل ماجان.
ومدرك بن الحارث العامري من التابعين، يروي عن الصحابة. روى عنه الوليد بن عبد الرحمن الجرشي.
والشيخ أبو مضر ربيعة بن محمد بن محمد العامري، من أهل إستراباذ،