أبو أسماء سلمة بن ضب العتكي، من أهل مرو، يروي عن سيف بن سُبيعة، عن ابن عمر ﵄. روى عنه الفضل بن موسى السيناني.
وأبو بسطام شعبة بن الحجاج بن الورد العتكي، مولى بني عتيك، من أهل واسط، سكن البصرة، يروي عن قتادة، وأبي إسحاق، وهشام بن زيد بن أنس بن مالك ﵁، وأبي عمران الجوني، وعمرو بن مرة، وسعيد بن أبي بردة، ومحمد بن المنكدر. روى عنه عبد الله بن المبارك وأبو الوليد الطيالسي، ومحمد بن إسماعيل البخاري وسليمان بن حرب، وغندر، ومسلم بن الحجاج وحميد بن زنجويه وعلي بن الجعد، وعبد الله بن إدريس، والثوري، وحماد بن سلمة والبصريون. كان مولده سنة ثلاث وثمانين بنهرناب قرية أسفل من واسط، ومات سنة ستين ومائة في أولها، وله يوم مات سبع وسبعون سنة، وكان أكبر من سفيان بعشر سنين.
وكان من سادات أهل زمانه حفظاً وإتقاناً وورعاً وفضلاً، وهو أول من فتش بالعراق عن أمر المحدثين وجانب الضعفاء والمتروكين حتى صار عَلَماً يقتدى به، ثم تبعه عليه بعد أهل العراق. وكان جمع بين العلم والزهادة، والجد والصلابة، والصدق والقناعة، وعبد الله تعالى حتى جفَّ جلده على عظمه، كما قال أبو بحر البكراوي: ما رأيت أعبدَ لله من شعبة بن الحجاج! لقد عبدَ الله حتى جف جلده على عظمه ليس بينهما لحم!. وقال شعبة: رأيت الحسن بن أبي الحسن وعليه عمامة سوداء.