نخلة، ومن شجرة إلى شجرة، قلت: يا أبا عبد الله، بم نلتَ هذا؟ قال: بالورع، قال: ما بال عليّ بن عاصم؟ قال ذلك لا نكاد نراه إلا كما يُرى الكواكب.
وأبو محمد الحسن بن عليّ بن عاصم بن صهيب البغدادي القريبي، هو مولى قريبة بنت محمد بن أبي بكر الصديق، ﵄، وهو أخو عاصم بن علي، واسطي الأصل، سكن بغداد، وحدث بها عن أيمن بن نابل، وعن أبي عمرو والأوزاعي، وعبد الملك بن مسلم بن سلام. روى عنه أخوه عاصم، وأحمد بن حنبل. وقال يعقوب بن شيبة: سألت يحيى بن معين عن عاصم بن علي، فطعن فيه وفي أبيه وأخيه. ومات الحسن في حياة أبيه عليّ بن عاصم.
وأخوه أبو الحسين عاصم بن عليّ القريبي، واسطي، نزل بغداد زماناً طويلاً، وحدث بها عن ابن أبي ذئب، وشعبة، والمسعودي، وعاصم بن محمد بن زيد، والليث بن سعد، وغيرهم. روى عنه أحمد بن حنبل، وعبيد الله القواريري، وعمرو بن علي، والبخاري في "صحيحه"، ومحمد بن يحيى المروزي، وجماعة. ولما ورد بغداد أملى بها في مسجد الرصافة، وكان مجلسه يحزر بأكثر من مائة ألف إنسان، وكان المستملي هارون الديك يركب نخلة معوجة ويستملي، فبلغ المعتصم كثرة الجمع، فأمر بحزرهم، فوجه بقطاعي الغنم، فحزروا المجلس عشرين ومائة ألف. وقال أحمد بن