هذه النسبة لجماعة من المشاهير ببيع الكساء، أو نسجه، أو الاشتمال به ولبسه؛ منهم: إمام القراء، أبو الحسن علي بن حمزة بن عبد الله بن بهمن بن فيروز الأسدي الكوفي، المعروف بالكسائي، النحوي، مولى بني أسد، أحد أئمة القراء، من أهل الكوفة. سكن بغداد، وكان يعلم بها الرشيد، ثم الأمين من بعده، وإنما قيل له الكسائي؛ لأنه دخل الكوفة، وجاء إلى مسجد السبيع، وكان حمزة بن حبيب الزيات يقرئ فيه، فتقدم الكسائي مع أذان الفجر، فجلس وهو ملتف بكساء من البركان الأسود، فلما صلى حمزة قال: من تقدم في الوقت يقرأ؟ قيل له: الكسائي أول من تقدم. يعنون صاحب الكساء. فرمقه القوم بأبصارهم، وقالوا: إن كان حائكاً فسيقرأ سورة يوسف، وإن كان ملاحاً فسيقرأ سورة طه. فسمعهم، فابتدأ بسورة يوسف، فلما بلغ إلى قصة الذئب، قرأ فأكله الذيب بغير همز، فقال له حمزة الذئب بالهمز. فقال له الكسائي: وكذلك اهمز الحوت: فالتقمه الحوت. قال: لا. قال: فلم همزت الذئب ولم تهمز الحوت؟ فرفع حمزة بصره إلى خلاد الأحول، وكان أجمل غلمانه، فتقدم